فاروق جويدة
لا يعنيني الي من وصلت رسالة الجيش في بيان الفريق اول عبد الفتاح السيسي, هل وصلت الي السلطة ام الي المعارضة, ولكن الأهم انها وصلت للشعب, لابد ان نعترف بأن حالة من الخوف والفزع اجتاحت المصريين شهورا طويلة.
جلس المصريون في بيوتهم خائفين من الشوارع والبلطجية ودعاة التكفير واللهو الخفي ولم يعرف أحد من اين تأتي كل هذه الأشباح.حالة من الخوف الشديد سكنت البيت المصري طوال الشهور الماضية. ومع اتساع حالات الفقر والجوع, اصبح الخوف عاملا مشتركا في حياة المصريين الأغنياء والفقراء, ان الجرائم التي تجري علي الطرق السريعة وعمليات الاختطاف وإغلاق المصانع وتوقف السياحة وغياب الأمن كل هذه الأشياء انعكست علي حياة المصريين وتحولت الي مظاهر من الإحباط واليأس. ومع صراعات القوي السياسية التي لم تصل الي شيء امام عناد السلطة وخلافات قوي المعارضة بدأ المواطن المصري يعيش حالة من الإحباط والكآبة. إن الحاضر مظلم, والمستقبل غامض وهناك وجوه واحداث وشعارات وحكايات بدأت تتسلل الي حياة المواطن وتغيرت معها كل الثوابت التي عاش عليها. انه مؤمن ومسالم ومتسامح ومثقف ومستنير وهناك اشباح غريبة تسللت الي حياته واجتاحت فكره وعقله..وسط هذه المشاعر المتضاربة جاء بيان الفريق السيسي لكي يمنح هذا الإنسان شيئا من الثقة بأن هناك من يشاركه احزانه وخوفه, ومن يشعر بمعاناته وان الخوف الذي يسيطر علي كل بيت مصري مجرد حالة عابرة امام ظروف صعبة تعيشها مصر, لأن في هذا الوطن جيشا قادرا علي حماية شعبه ولن يفرط في مسئولياته ودوره. هناك اخطاء كثيرة وصلت بنا الي مانحن فيه الآن وكانت الإنقسامات في الشارع المصري هي أسوأ الأعراض التي ظهرت علينا منذ قامت ثورة يناير.. انقسامات في السياسة بين قوي متصارعة واحزاب ورقية وانقسامات بين الماضي والحاضر بين الفلول والثوار والقوي السياسية مدنية ودينية هناك من جاءوا من سراديب الماضي وفشلوا في التعامل مع الحاضر..ومن هنا جاء موقف الجيش ليعيد الثقة للمواطن المصري الخائف المذعور وحتي لا يجد نفسه في مشرحة زينهم يبحث عن جثة ابنه الذي سقط في المظاهرات غارقا في دمائه..
نقلاً عن جريدة " الأهرام "