فاروق جويدة
العالم ينظر الآن لشباب مصر ليستعيد معه ذكري ثورته العظيمة في25 يناير..2011 امام العالم مساحة قصيرة من الزمن تجسدت فيها إرادة شعب قادر وامة عظيمة خرج المصريون يوم25 يناير
ولم يعودوا الي بيوتهم الا بعد ان سقط النظام في هذه الفترة القصيرة جدا في عمر الشعوب تغيرت اشياء كثيرة وظهرت اشياء كثيرة انطلق شباب مصر الثورة واستطاع ان يقدم للعالم نموذجا في القوة والإصرار والسلام.. رغم الزحام الشديد تآلفت القلوب ولم يشهد ميدان التحرير جريمة واحدة.. هناك ايام في تاريخ مصر تشابهت في اشياء كثيرة في حرب اكتوبر لم تشهد محافظات مصر جرائم قتل اونهب او سرقة وهو ما حدث في ثورة يناير.. في ميدان التحرير صلي المسيحيون والمسلمون معا ارتفعت اصوات الأجراس في الكنائس وانطلق الآذان في المآذن وتلاشت الوجوه والألوان والملامح وظهر علي كل الوجوه رسم واحد لمصر التاريخ والتسامح والحضارة.. إن العالم ينتظر اليوم من شباب مصر هذه الروح المتسامحة وهذا الإصرار العنيد وهذه القوة العاقلة..علي شباب مصر اليوم ان يحافظ علي ارواح ابنائه وان يكون حكيما في سلوكياته عاقلا في محاوراته مؤمنا ان سلامة هذا الوطن مهمة مقدسة فلا يسمح بتخريب او ارهاب او تدمير لمنشآت الدولة..لقد قامت ثورة يناير وبقيت مؤسسات الدولة المصرية سليمة وقوية ويجب ان تبقي كما كانت وهذه مهمة شباب مصر الواعي المؤمن المحب لوطنه وارضه وترابه..لاتتركوا الأيدي الخفية تعبث في عقولكم وحافظوا علي سلامة هذا الوطن لأنه حق لكم حتي وان تأخر الوصول اليه..سوف تبقي صورة25 يناير في ذاكرة التاريخ وسوف تعيش في وجدان مصر الأرض والشعب والحياة وكل ما نرجوه اليوم إن تضاف لهذه الصفحات صفحات جديدة من الولاء والانتماء والحرص علي مؤسسات الدولة..إن هذا الوطن ملك لنا جميعا ولن يكون غير ذلك وكل من يتصور انه صاحب الحق فيه ولا احد غيره واهم ومخادع وكذاب..علينا ان نختلف ما شئنا في الفكر والرأي والمواقف ولكن هناك قيمة لا بد ان نحرص عليها وهي امن مصر واستقرارها.
نقلاً عن "الأهرام"