فاروق جويدة
أكثر من دولة عربية تساعد المقاومة السورية في حربها ضد بشار الأسد والشيعة والعلويين.. وهناك طابور طويل من الجهاديين المتطوعين بناء علي فتوي من علماء السنة بالحرب ضد الشيعة..
علي جانب آخر يقف حزب الله الشيعي بجانب الجيش السوري دفاعا عن الأسد.. وخلف هؤلاء جميعا تقف إيران والحرس الثوري وملايين الشيعة في العالم.. وحتي تكتمل الصورة امامنا نشرت الصحف العالمية ان إسرائيل تقدم السلاح للمقاومة السورية.. وفي جانب بعيد من الصورة تبدو امريكا ودعمها العسكري لفصائل المقاومة.. ان الشيء المؤكد ان امريكا وإسرائيل يقدمان الدعم للعرب لكي يقتلوا بعضهم بعضا لم يكن احد يتصور ان يصدر علماء السنة فتوي لمحاربة الشيعة حتي ان احد المشايخ في مصر قال ان الشيعة اكثر عداء لأهل السنة من اليهود رغم ان الشيعة يشهدون انه لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله.. ماذا يعني هذا كله.. انه باختصار شديد يعني حربا اهلية بين اصحاب الديانة الواحدة من السنة والشيعة وخلفهما تاريخ طويل من القتل والدماء كان رهان امريكا وإسرائيل طوال الفترة الماضية هو إشعال الفتن بين السنة والشيعة لأن هذا هو الطريق للتخلص من الاثنين معا ولهذا اندفعت حشود المجاهدين الي سوريا في هذه الحرب الأهلية بين ابناء الوطن الواحد.. ان بشار الأسد طاغية استباح شعبه ووطنه ولكن من كان يصدق ان الجيش السوري الذي حارب في73 ووقف حارسا للبوابة الشرقية وان الشعب السوري العظيم سوف يجد نفسه في حالة حرب مع رئيس مستبد..انها السياسة التي افسدت العلاقات بين الشعوب..انه الاستبداد الذي جعل الحكام يتآمرون علي اوطانهم وفي النهاية انتهت القصة الآن ان الشيعة والسنة يقتلان بعضهما بسلاح اسرائيلي بينما نامت القضية الفلسطينية في كل العواصم العربية.. حروب بين السنة والشيعة وفتاوي دينية تبيح ذلك كله وسلاح يتدفق من امريكا وإسرائيل لمزيد من القتل والموت والدمار آخر ما كان الإنسان يتصوره ان يقتل المسلم اخاه المسلم بسلاح عدوه في ظل فتوي إسلامية.
نقلاً عن "الأهرام"