فاروق جويدة
أخذت القضية الفلسطينية نصف عمر المصريين احلاما والنصف الآخر حروبا, ولا يوجد بيت مصري إلا وكان فيه شهيد او مصاب من اجل فلسطين..
اقول ذلك وانا اتابع ما ينشر أو يقال عن اشتراك قوات من حماس في صفوف جماعة الإخوان المسلمين الذين يحاربون الأن الشعب المصري.. وانا لا اتصور ان تقع قيادة حماس في هذا الخطأ التاريخي الرهيب لآن ذلك الموقف سوف يترك اثارا سيئة للغاية علي مستقبل العلاقات بين الشعب الفلسطيني والشعب المصري.. إنه نقطة سوداء في تاريخ العلاقات لأن كل نقطة دم مصري تسيل علي يد مواطن فلسطيني تمثل جريمة متعددة الأركان في حق علاقات اخوية جمعت الشعبين.. لقد جاء في حيثيات وشواهد قضية اقتحام سجن وادي النطرون امام محكمة الإسماعيلية اسم حماس اكثر من مرة.. ثم جاء ذكرها مرة اخري في الأحداث الدامية التي دارت حول مقر الإخوان المسلمين في المقطم واخيرا تردد اسم حماس في احداث بين السرايات وهذا يعني ان جماعة الإخوان المسلمين تستعين بمقاتلين من حماس لقتل الشعب المصري.. إن المصريين يقدرون تاريخ حماس ونحمل تقديرا عميقا للشهيد الشيخ احمد ياسين ونعرف ان حماس فصيل من فصائل الإخوان المسلمين والتنظيم العالمي للإخوان ولكننا لم نكن نتصور يوما ان يجيء مقاتلو حماس لاغتيال المصريين في بلادهم لقد سقط آلاف الشهداء المصريين في حروب متعددة مع إسرائيل دفاعا عن الشعب الفلسطيني ووقف المصريون طوال تاريخهم مع القضية الفلسطينية ولا شك ان إشتراك قوات من حماس مع الإخوان المسلمين في الاعتداء علي الشعب المصري سوف يمثل صفحة سوداء في تاريخ العلاقات المصرية الفلسطينية وهو يعتبر تدخلا صارخا في الشأن المصري وهو يتعارض مع ابسط الثوابت الدينية التي تحرم دماء المسلم علي اخيه المسلم.. من حق الشعب المصري ان يعرف حقيقة التواطؤ بين حماس والإخوان ومن واجب حماس ان تكشف حقائق ذلك كله حتي لا ينعكس ذلك علي علاقات تاريخية بين المصريين والشعب الفلسطيني.
مطلوب من قيادة حماس ان تبرأ نفسها من دماء المصريين.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"