مصر اليوم
كنت أبحث بين اسماء شهداء الحرس الجمهوري عن اسم واحد من رموز وقادة جماعة الإخوان المسلمين..ظللت استعيد الأسماء واشاهد الوجوه رغم بشاعة المشهد ولم اجد زعيما واحدا من زعماء التيار الإسلامي بين الضحايا..
وشاهدت علي شاشات التليفزيون إحدي السيدات وهي تحكي قصة احد الزعماء الهاربين وهو يجري بسيارته المرسيدس ويصيح في الشباب اثبتوا..ومات الشباب..وهرب القائد..حاولت ايضا ان ابحث عن اسماء ابناء قادة الجماعة في ميدان رابعة العدوية أو امام الحرس الجمهوري ولم اجد احدا وتأكدت ان هؤلاء قوم يحاربون بالحناجر ويتركون الموت للآخرين..ان ما حدث امام الحرس الجمهوري كارثة اهتزت لها قلوب وضمائر كل المصريين في كل مكان فهم شباب هذا الوطن وكان من الممكن ان يكونوا شهداء ضد عدو مغتصب او محتل غاشم ومن العار علينا جميعا ان يموتوا بيننا وبأيدينا في مشهد كئيب في هذه الأيام المباركة ونحن نستقبل شهر رمضان.. كان من الممكن ان يكون هؤلاء ضمن صفوف جيش مصر يدافعون عن تراب مصر. ان كل إنسان حرض هؤلاء الشباب ودفع بهم الي الموت ارتكب جريمة في حق هذا الوطن. هؤلاء الشباب هم ثروة مصر الحقيقية ومن العار ان نبددها في معارك وصراعات وصلت بنا الي ما نحن عليه الآن..لقد اختلط الدين بالسياسة ولم نعد نفرق بين من مات غارقا في المستنقع السياسي ومن مات دفاعا عن دينه ووطنه. ان هؤلاء لا يحاربون كفار قريش ولا يواجهون عدوانا علي ارض او شعب او حياة ولكنهم يقتلون بعضهم بعضا وربما كان الواحد منهم يحدق في وجه قاتله الذي كان يوما يعانقه في ميدان التحرير منذ عامين وكان يقتسم معه رغيف الخبز وجرعة الماء ويصلون معا صلاة الفجر. ان دماء شبابنا في الحرس الجمهوري حرام ودماء ابنائنا في ريف مصر حرام وكل دم يراق بيد هذا الشعب حرام..لقد ثار هذا الشعب يوما لكي يسترد حريته وكرامته ويعيش حياة أفضل ولم يكن احد يتصور ان تصيبنا لعنة التسلط والاستبداد والإنقسام ونجد انفسنا غارقين في دمائنا..في معارك لا غالب فيها ولا مغلوب.