فاروق جويدة
خسرت امريكا شعوبا عربية كثيرة لأنها لم تعرف شيئا غير مصالحها.. ومصالحها فقط دون ان تعترف ان هذه شعوب لها حق في الحياة..
راهنت امريكا علي كل الحكام العرب ولم تضع في حساباتها يوما حقوق الشعوب.. كانت تتحدث عن الحريات وهي لا تعترف إلا بحرية الشعب الأمريكي ولا تري بقية الشعوب.. راهنت علي صدام حسين في العراق ثم تخلت عنه.. وراهنت علي القذافي في صفقة تصالح ثم شاركت في إغتياله وظلت حتي آخر لحظة تساند شاه إيران ثم رفضت ان تعالجه من المرض الخطير.. وتخلت عن عشرات الرؤساء حين رأت انهم غاربون إلا ان الخسارة الحقيقية التي اصابت امريكا هي كراهية شعوب العالم لهذه الدولة العظمي..جاءت الي العراق تحت راية الحرية وخرجت من العراق وكل شبر فيه يلعنها بعد ان سرقت البترول والثروة..وذهبت الي افغانستان وشردت شعبا لتقتل بن لادن رغم انها كانت تراه كل يوم ولم تقتله إلا حين ارادت ذلك..وساندت إسرائيل في كل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ولم يتحرك ضميرها يوما..ولعبت بكل القوي السياسية في العالم العربي واستخدمت كل اساليب التحايل لكي تحافظ علي البترول وبقاء إسرائيل..ان الغريب في الأمر ان سياسة الإدارة الأمريكية لم تتغير وظلت ثابتة رغم ان الرؤساء تغيروا فلم يكن هناك فرق بين بوش الأب وبوش الابن واوباما كل واحد منهم كان صاحب برنامج واضح لتحقيق مصالح امريكا ولو كان ذلك علي حساب الشعوب المغلوبة علي امرها.. ومن يتابع ما يحدث الان في موقف امريكا من مصر سوف يكتشف انهم لعبوا علي كل الحبال انهم ليبراليون مع المعارضة وإخوانيون مع التيارات الدينية وهم يعلنون غير ما يخفون ولديهم عشرات البرامج ومئات الخطط مع جميع الأطراف ولهذا فقدوا ثقة الجميع..ان المؤكد ان الموقف الأمريكي الأخير من كل ما يجري في مصر سوف يغير حسابات كثيرة وأهم نتائج هذه الحسابات ان الشعب المصري لم يعد يصدق الإدارة الأمريكية في اي شيء ولم تكتف امريكا بخسارة الحكام ولكنها خسرت الشعوب ايضا.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"