فاروق جويدة
كان الإخوان المسلمون يقدمون لفقراء مصر خدمات كثيرة في المناسبات الدينية ومن اهمها شهر رمضان المبارك والغريب انهم توقفوا عن ذلك بعد ان وصلوا الي السلطة.
والمطلوب من اغنياء مصر الآن ومن حكومتها وقواتها المسلحة دعم الطبقات الفقيرة في كل ارجاء مصر في هذه الأيام المباركة وطوال الشهر الكريم.. كان الإخوان المسلمون يجمعون المواطنين في مظاهراتهم المليونية مقابل مبلغ من المال أو كيلو سكر أو أرز وكانت حشود الفقراء القادمين من ريف مصر يتجمعون في شوارع القاهرة يطاردهم لهيب الشمس والأرصفة.. والآن وامام الظروف الصعبة والمتغيرات السياسية لن يقدم الإخوان شيئا للفقراء هذه الأيام ولهذا من الواجب علي ابناء مصر القادرين تعويض هؤلاء الناس.. هناك خدمات كثيرة تحتاجها عشوائيات مصر, منها الخدمات الصحية والتعليمية وأتمني ان يزداد عدد المستفيدين من ذلك كله بما في ذلك إقامة المستوصفات وتوفير الكتب والأدوية وموائد الرحمن في رمضان
إن شهر رمضان هو شهر الرحمة والتواصل وينبغي ألا يتحول للفوضي والمظاهرات خاصة في ظل حالة الارتباك والفوضي التي يعيشها المصريون في هذه الأيام الصعبة.. اتمني ان يكون الشهر الكريم شهر العبادة والتسامح بين ابناء الوطن الواحد.. ارجو من اثرياء مصر والقادرين من ابنائها في كل المناطق ان يجعلوا هذا الشهر الكريم فرصة لتقديم الدعم للفقراء في جميع المحافظات.. وإذا كان هذا الدعم قد ارتبط لدي البعض بدوافع سياسية في مواسم الانتخابات والمظاهرات فليته يعود مرة اخري طريقا الي الرحمة.. يجب ان يفتح الأغنياء ابواب التواصل وان تقوم الفضائيات بدورها في جمع التبرعات للجمعيات الأهلية الجادة لكي نجعل شهر الصوم شهرا للمصالحة الوطنية الحقيقية ولعن الله اناسا يملأون بطونهم تخمة بينما جيرانهم يتضورون جوعا.. ابتهلوا الي الله في هذا الشهر الكريم ان يجمع ابناء مصر علي المحبة.. ولعن الله السياسة وايامها السوداء التي افسدت اجمل ما كان فينا وهي الرحمة.
هل يمكن ان نغلق ملفات السياسة شهرا واحدا ونتجه الي الله صلاة وصوما ودعاء ان يحفظ الله الكنانة.
نقلاً عن "الأهرام"