فاروق جويدة
ما حدث في مصر في الأيام الأخيرة شأن مصري خالص لا ينبغي ان نسمح لأي اطراف دولية ان تتدخل فيه.
.نحن امام تجربة ديمقراطية لم تكتمل امام حسابات خاطئة وقوي سياسية ينقصها الرشد والخبرة والثقافة..فشل الإخوان في إدارة شئون مصر وعليهم ان يراجعوا تجربتهم في الحكم ولا يلقوا المسئولية علي الآخرين لو ان الإخوان نجحوا في السلطة ما خرج للتظاهر ضدهم مواطن مصري واحد وعليهم ان يعترفوا بالخسارة..إن هذا لا يعني انتصار الطرف الآخر لأنه أيضا خرج مهزوما وكان علي الحكم أن ينهي المباراة ويعلن هزيمة الفريقين الديني والمدني لكي يستعد كل منهما لإقامة مباراة اخري بوجوه أخري ومبادئ أخري وثقافة أخري..من هنا لا اوافق علي سفر مجموعة من ثوارنا الشباب الي اوروبا لشرح القضية المصرية لأن هذا يذكرنا برحلة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول باشا ووفد الوطنية المصرية الذي ذهب يطالب باستقلال مصر وإذا كان البعض يريد استنساخ التاريخ فالأيام والشعوب لا ترجع للوراء إن كل ما حدث في مصر واضح الآن امام كل الدوائر الغربية شعوبا وحكومات لأننا نعيش في زمن اصبح من الصعب فيه إخفاء الحقيقة إن الفضائيات تنقل كل الأحداث..وعيون الحكومات والمؤسسات السرية تنتشر في كل مكان والسفارات ليست فقط للعلاقات الرسمية المشروعة ولكن كل انشطتها غير مشروعة.. لسنا في حاجة لأن نوضح مواقفنا وما حدث في بلادنا ولا نقبل الوصاية من أحد كل ما في الأمر ان الصراع علي السلطة وصل بنا الي طريق مسدود لم تستطع الديمقراطية ان تحسم نتائج هذا الصراع فقررنا ان نبدأ جولة اخري فالقضية الآن ليست قضية حكام ذهبوا او حكام قادمين ولكن القضية اكبر من كل الأشخاص وعلينا ان نخوض تجربة اخري وكلنا ثقة اننا قادرون علي ان نتجاوز مشكلاتنا وأخطاءنا.. مصر أكبر من ان تقدم مبررات للعالم الخارجي عن احوال شعبها لأننا نعرف جيدا مواطن الضعف والقوة فينا وقبل هذا كله لقد انتهي زمن الوصاية ولن نقبل من اي طرف دولي صغيرا كان أو كبيرا أن يعيدنا اليه مرة أخري.
نقلاً عن "الأهرام"