فاروق جويدة
حين تشاهد موقع مصر علي خريطة العالم يبهرك ذلك الموقع الفريد في اجمل واقدم مكان عرفه التاريخ البشري, انها تتصدر المشهد امام ثلاث قارات..
افريقيا واوروبا وآسيا ولهذا ليس غريبا ان تهتم امريكا بما يجري في مصر او ان تأتي السيدة اشتون الي القاهرة كل اسبوع او ان تتجه كاميرات الفضائيات العالمية الي ما يحدث في ارض الكنانة حيث النيل وقناة السويس ونصف آثار العالم واقدم الحضارات البشرية ومهبط الديانات السماوية..لابد ان يهتم العالم بمصر لأن الجميع يدرك اهميتها إلا ان المصريين انفسهم هم آخر من يدرك ذلك لا اعتقد ان الغرب حريص علي نجاح التيارات الإسلامية في الحكم ولكن البعض كان يري ان إيجاد مكان للتيارات الإسلامية في قلب العالم العربي والإسلامي سوف يخفف من وجود هذه التيارات وتهديدها للغرب وكما اختار الغرب لليهود ارض فلسطين كان اختيار مصر لتجربة إسلامية في الحكم..علي جانب آخر فإن الإخوان المسلمين هم اساس وأصل تجربة الإسلام السياسي في العالم ومن خلال وجودهم في السلطة يمكن إيجاد شئ من التفاهم بين الإسلاميين والغرب ولهذا فإن موقف الغرب مما يحدث في مصر كان مفاجأة كبيرة امام فشل الإخوان في حكم مصر وإقامة نموذج إسلامي.. قد يري البعض ان تركيا قدمت هذا النموذج من قبل ولكن تركيا الأوروبية غير مصر العربية الأفريقية الأسيوية والإسلامية..هناك شعور بخيبة الأمل لدي امريكا والغرب من فشل الإخوان في مصر ولهذا تأتي الوفود وكبار المسئولين لأن ما حدث غير حسابات كثيرة حول مستقبل المنطقة العربية..إن هذا يعني ان ينتقل المجاهدون الإسلاميون من سيناء وسوريا وفلسطين وبقية الدول العربية الي ممارسة انشطتهم مرة اخري في اوروبا وبعد ان كانت الحسابات ان مصر سوف تحتويهم بعيدا عن الغرب سوف يعودون مرة اخري وعلي الغرب ان يستعد لاستقبالهم..هناك سبع دول علي الأقل تتجمع فيها القوي الإسلامية الآن بحشودها وهي مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين وكانت الحسابات ان تكون المواجهة سنية شيعية ولكنها عادت مرة اخري الي المربع رقم واحد لتبقي إسلامية غربية
نقلاً عن جريدة " الأهرام "