توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسة ورجال الدين

  مصر اليوم -

السياسة ورجال الدين

فاروق جويدة

  السياسة في مصر أساءت كثيرا للإسلام والمسلمين ورجال الدين‏..‏ كانت مصر دائما قلعة من قلاع الإسلام الرصينة والمترفعة في كل شيء‏..‏ كان رجل الدين المصري نموذجا في السلوك‏..‏  وكان قراء القرآن الكريم من مشايخنا الأجلاء قدوة في التلاوة والصلاح.. وكانت مؤلفات كبار مفكرينا في القضايا الدينية والفكر الإسلامي مصدرا من اهم مصادر الفقه والشريعة والمعاملات.. وكان رجال الدين المصريون يتمتعون بسمعة دولية لا يضاهيها احد.. وكانت عمامة الأزهر الشريف صورة مضيئة للدين الصحيح في كل بلاد الدنيا.. كان امام المسجد في القرية هو وزارة الداخلية والأوقاف والزراعة وكل مؤسسات الدولة وكان يشارك في كل شيء ويواجه كل الأزمات التي يتعرض لها المواطنون ابتداء بالتحكيم في الجرائم وانتهاء بالتصالح بين المواطنين.. وكان رجل الدين في مكانته وموقعه في السلم الإجتماعي يحظي دائما بالتقدير.. وقليلا ما احترف رجال الدين السياسة إلا فيما ندر إذا عين احدهم وزيرا او مسئولا او عضوا في البرلمان ولكنهم عادة كانوا يترفعون عن النشاط السياسي ومن هنا حافظ رجال الدين علي مكانتهم الاجتماعية والدينية والفكرية ومنذ دخل رجال الدين السيرك السياسي انقلبت احوالهم وتحول الكثيرون منهم الي اصحاب ادوار لا تتناسب مع قدسية الدين ومكانة رجاله.. وفي الفترة الأخيرة ومنذ قامت الثورة تحول رجال الدين الي زعامات في الأحزاب الدينية التي ملأت الساحة السياسية وبدأت سلاسل الاتهامات والبذاءات والشتائم علي الفضائيات وقد ادي ذلك كله الي تشويه صورة رجل الدين في مصر بل ان بعضهم دخل في معارك كثيرة وخسروا بسبب ذلك كثيرا فمنهم من دخل السجون ومنهم من تعرض للإهانة ومنهم من سقط امام الرأي العام بسبب سلوكيات وتصرفات لا تليق.. وفي تقديري ان مكانة رجل الدين لا تساويها مكانة اخري لقد كان ضميرا للمجتمع وحاملا لرسالة الأخلاق ونموذجا في السلوك القويم.. وحين اتجه رجال الدين الي السياسة خسرنا الدين والسياسة معا ورحم الله الإمام محمد عبده حين لعن السياسة بكل مشتقاتها  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة ورجال الدين السياسة ورجال الدين



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon