فاروق جويدة
رسالة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للمصريين شعبا وحكومة غيرت حسابات كثيرة في موقف مصر امام العالم.. والواضح ان الرسالة كانت تحمل اكثر من هدف ولهذا تركت اثارا بعيدة.. لقد جاءت وسط حملة شرسة ضد مصر علي مستوي العالم شارك فيها الغرب بكل توجهاته ابتداء بالإدارة الأمريكية المرتبكة وانتهاء بالاتحاد الأوروبي المغيب.. اعلن العاهل السعودي تأييد المملكة لمعركة مصر ضد الإرهاب وهذا اعتراف بأن معركة القوات المسلحة المصرية وجهاز الشرطة معركة مشروعة. وأكد خادم الحرمين ان السعودية الشعب والدولة يقفون جميعا مع الشعب المصري وان أمن مصر مسئولية علي جميع الدول العربية والإسلامية.. وأخطر ما في رسالة العاهل السعودي انها تأتي من ارض الرسالة ومهبط الدعوة الإسلامية وان معركة مصر مع الإرهاب فيها الكثير من التحايل باسم الدين لأن جماعة الإخوان المسلمين نصبت نفسها حارسا للعقيدة الإسلامية بين المسلمين في كل مكان ومنها تخرجت اجيال كثيرة خلطت الدين بالسياسة وافسدت الإثنين معا.. وقد جاءت رسالة خادم الحرمين الشريفين بعد ساعات قليلة من كلمة الرئيس اوباما بكل ما حملته من تجاوزات وتدخلات في شئون مصر الداخلية.. كما ان ذلك شجع اطرافا اخري بتحريض امريكي بالدفع بالقضية الي مجلس الأمن ثم الي اجتماع طارئ للاتحاد الأوروبي ثم جاء الموقف الأسوأ من دولة الخلافة الإسلامية التي تحاول ان تستعيد امجادها علي يد السلطان اردوغان ومسلسلات حريم السلطان وذكريات الباب العالي وصفقات مريبة مع الإخوان. لا شك أن رسالة الملك عبد الله جاءت تدعيما لموقف مصر الشعب والحكومة خاصة مع الدعم المالي الذي قدمته السعودية لمصر مع دولة الإمارات والكويت في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. كانت السعودية دائما سندا لمصر في ازمات كثيرة وهذا ليس غريبا علي علاقات اخوية قديمة تجسدت في مواقف مؤسس الدولة الملك عبد العزيز آل سعود ثم الملك فيصل والملك فهد وجاء الملك عبد الله ليؤكد ان السعودية لا يمكن ان تتخلي عن مصر في كل المحن والأزمات