فاروق جويدة
كشفت الأزمة الأخيرة التي عاشتها مصر عن قصور شديد في التواصل بيننا وبين العالم الخارجي رغم اننا نعيش ازهي مراحل التاريخ في وسائل الاتصال.
ابتداء بالفضائيات التي تنقل كل شيء وانتهاء بالإنترنت والفيس بوك والتليفون المحمول.. كل شيء يجري في العالم الآن تراه في نفس اللحظة علي شاشات التلفزيون والإنترنت والمحمول.. ولكن للأسف الشديد كان القصور واضحا في نقل الحقيقة الي الدول والشعوب الأخري.. ان اغرب ما في هذا المشهد هو الغياب الكامل لمؤسسة عريقة هي هيئة الاستعلامات ولها عشرات المكاتب الخارجية ومئات المراسلين وتتحمل الدولة نفقات باهظة ما بين المرتبات والإيجارات والمكاتب.. هذه الهيئة كانت في يوم من الأيام هي المركز الإعلامي والصحفي الذي يتواصل مع المراسلين الأجانب في القاهرة ويقدم لهم كافة المعلومات والبيانات عن كل ما يجري في مصر..وكانت مكاتب الهيئة في الخارج تمثل سفارات اخري لنا علي المستوي الفكري والإعلامي ولكن منذ سنوات اختفت هيئة الاستعلامات وتراجع دورها ولا احد يعلم ماذا يفعل الالاف من الموظفين والعاملين فيها الأن في الأحداث الأخيرة في مصر وقف العالم يتابع اخبارنا دون ان يكون هناك وسيط امين يقدم الحقائق ويكشف الأشياء ولهذا كانت صورتنا امام العالم قاتمة للغاية فقد ظهرت شاشات عالمية في اوروبا وامريكا وهي توجه الاتهامات الي الإدارة المصرية وقد انعكس ذلك علي مواقف الحكومات والشعوب..لم يظهر دور لهيئة الاستعلامات طوال ايام الأزمة حتي ظهر مستشار الرئيس د.مصطفي حجازي في مؤتمر صحفي ليكشف الحقائق رغم ان المؤتمر جاء متأخرا فقد كان من الضروري ان تكون هناك مكاشفة يومية لما يجري من الأحداث..ان ارتباك المؤسسات المصرية وعدم قدرتها علي توضيح الحقائق وضع مصر في موقف خطير امام اتهامات ومؤامرات ومحاولات فجة للتدخل في شئونها ولا ادري كيف نعيد التواصل مع الإعلام الخارجي ولدينا مؤسسة كاملة لا تعمل ان ابسط الأشياء ان يعاد النظر في نشاط هيئة الاستعلامات ونحاول البحث عن طريقة لتجديد شبابها وإعادتها للحياة او إغلاقها وإنشاء جهاز جديد قادر علي تحقيق التواصل بيننا وبين العالم الخارجي.
نقلًا عن جريدة "الأهرام"