فاروق جويدة
فاجأنا الدكتور حسام عيسي نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ونحن نختار الفائزين بجوائز الدولة في المجلس الأعلي للثقافة برئاسة د.صابر عرب وزير الثقافة بأن يطلب الرجل من المجلس عدم التصويت علي اسمه وهو مرشح لجائزة النيل في العلوم الإجتماعية ويؤكد لأعضاء المجلس انه لا يعقل ان أقبل الجائزة وانا وزير مسئول في الحكومة لأن هذا شئ لا يليق..كان من الممكن ان يرسل د.عيسي اعتذارا مكتوبا ولكن الرجل حضر بنفسه وشكر الجهة التي رشحته وشكر المجلس قائلا ان الجلوس مع هذه النخبة من مثقفي مصر أكبر من كل الجوائز, كان سلوكا حضاريا رفيعا من استاذ جامعي ومثقف كبير ووزير مسئول.
اذكر انني منذ سنوات فوجئت بأن اثنين من اكبر المسئولين في الدولة مرشحان لجائزة الدولة التقديرية حتي اصبح ذلك شيئا عاديا في سلطة القرار ان تصل الجائزة الي وزير او رئيس وزراء دون اي اعتراض من احد.ويومها طالبت اجهزة الدولة العليا بأن تمنع هذه السلوكيات والمواقف الغريبة ولم يتردد د.اسامة الباز شفاه الله ان يتصل بالمرشحين ويبدي استياء الدولة من هذا السلوك.
لقد ضرب د.حسام عيسي مثلا في الترفع وهو يذهب الي المجلس الأعلي للثقافة ويقدم شكره واعتذاره, وفي سجلات جوائز الدولة اسماء كثيرة استخدمت كل نفوذها وسلطاتها للحصول علي هذه الجوائز وللأسف الشديد ان من بينهم اشخاصا وصلوا الي اعلي المناصب في الدولة, وكنت دائما اقول لنترك الجوائز للعلماء والأدباء والمفكرين الذين افنوا حياتهم وشبابهم في سراديب العلم والبحث والإبداع ويكفي اصحاب المناصب ما وصلوا اليه من الأضواء والتقدير في رحاب السلطة..في مصر اسماء كثيرة لم تحصل علي حظها من الجوائز هناك كتاب ماتوا ولم يصلوا الي هذا التكريم الذي يستحقونه وهناك علماء قدموا زهرة شبابهم ولم يسمعوا كلمة عرفان وهذا يجعلني اطالب وزير الثقافة د.صابر عرب بأن يطلب من الحكومة إعادة النظر في قوانين جوائز الدولة لأن فيها ظلما فادحا وتنقصها الكثير من الضوابط في السن والقيمة والدور وقبل هذا كله شئ يسمي التقدير في الوقت المناسب..تحية للدكتور حسام عيسي.
نقلاً عن "الأهرام"