فاروق جويدة
احتلت امريكا العراق من اجل البترول ونهبت اكبر مخزون استراتيجي من البترول في الأراضي العراقية في عشر سنوات وحرمت الملايين من ابناء الشعب العراقي من ثروة بلادهم..
ودخلت قوات الناتو الأراضي الليبية واستولت الدول الأوروبية علي البترول الليبي واكبر احتياطي غاز تتدفق عبر البحر المتوسط الي دول اوروبا.. والآن تتجه الألة العسكرية الأمريكية الي الأراضي السورية تحطم ما بقي من الوطن الجريح.. فلماذا لا تتجه الجيوش الغربية الي بلاد واق الواق؟.. ولماذا لم تحاول غزو مناطق اخري.. منذ سنوات والقوات الأمريكية تحارب في افغانستان تحت شعار محاربة طالبان والإرهاب. ان هذه القوات عادة تتجه الي المناطق الغنية في العالم وبعد ان ينفد البترول في العالم العربي لن تجد زائرا واحدا من دول اوروبا وامريكا في هذه المنطقة.. لا يستطيع احد ان يدافع عن الأعمال الإجرامية التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري ولن يغفر التاريخ دماء مائة ألف شهيد سقطوا خلال عامين ولن يغفر الشعب السوري جرائم هذا النظام الدموي الذي دمر سوريا كلها..ولكن القضية الآن اننا امام نفس السيناريو الذي حدث في احتلال القوات الأمريكية للعراق تحت دعوي اسلحة الدمار الشامل واتضح بعد ذلك ان العراق كان خاليا تماما من هذه الأسلحة وان المؤامرة التي أدت إلي احتلال العراق كان هدفها البترول العراقي فلا احد يعرف ماذا بقي منه حتي الآن وما الكميات التي نهبتها امريكا من الأراضي العراقية.. فهل يدخل العالم العربي مرة اخري الي دوائر الاحتلال والسيطرة ؟.. وهل عاد الاستعمار بوجه جديد وبماذا نفسر ما حدث في ثلاث دول عربية في وقت واحد وبنفس الأسلوب, حيث لا يوجد فرق كبير بين ما حدث في العراق وليبيا وسوريا اخيرا؟!..
انه البترول الذي يحرك خيال الغرب الذي يتحدث كثيرا عن حقوق الإنسان والعدالة والحرية.. فهل من العدالة ان يسرق شعب ثروة شعب آخر.. وهل من حقوق الإنسان استخدام الأسلحة الفتاكة في تدمير الشعوب والأوطان؟.. ما يحدث في سوريا جزء من مسلسل الاستعمار الجديد حتي لو تنكر في ثياب حقوق الإنسان.. والسؤال علي من سيكون الدور؟!.
نقلاً عن "الأهرام"