توقيت القاهرة المحلي 04:01:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان‏..‏وتوريث الفكر

  مصر اليوم -

الإخوان‏‏وتوريث الفكر

فاروق جويدة

لا احد يتمني ان يكون ابنه صورة او نسخة منه ان الإنسان عادة يحرص علي ان يكون ابنه شيئا مختلفا في الفكر والمواقف وان يختار ما يحب وما يريد‏..‏ومن الأزمات الحقيقية التي ظهرت في صفوف الإخوان هو توريث الفكر وهو حق مشروع لمن اراد ذلك ولكن لا ينبغي ان يرث الابن الفكر وتوابعه..ان الإخوان يحملون تاريخا طويلا في العمل السياسي ما بين العنف والحوار وقد غلبت عليهم في فترات كثرة موجات من العنف ورثها الأبناء وتجسدت في مبدأ الميليشيات او التدريبات..وفي الأحداث الأخيرة كان الآباء والأبناء معا في اعتصامات رابعة العدوية وجامعة القاهرة وكان واضحا ان شباب الإخوان نسخة من آبائهم في كل شئ..وفي تقديري ان هذا قصور في الرؤي لأن الزمن يتغير وإذا كان الآباء من اعضاء جماعة الإخوان المسلمين قد عاشوا زمنا يختلف في كل تفاصيله عن الواقع الحالي فإن الأبناء يختلفون في الأساليب والمواقف..ان شباب الإخوان يملكون قدرات مميزة في التعامل مع ادوات العصر من النت والفيس بوك والتكنولوجيا الحديثة وكان ينبغي ان تكون افكارهم غير افكار الآباء ولهذا سقطوا في أخطاء الآباء حين لجأوا الي العنف..واثناء ثورة يناير اندمج شباب الإخوان مع شباب مصر في تيار واحد ولكن الآباء حملوهم الي سراديب الإنشقاق والإنقسام امام غنائم الثورة..كان من الممكن ان تقدم لنا ثورة يناير جيلا جديدا من الشباب يؤمن بالحوار واختلاف الرأي والرؤي ويحرص علي شئ واحد هو امن واستقرار هذا الوطن إلا ان جيل الآباء في الإخوان المسلمين فرض وصايته وخططه وطموحاته علي الشباب فكانت النتيجة هذا الصدام الدامي بين ابناء المجتمع الواحد والذي استخدمت فيه قيادات الإخوان هؤلاء الشباب في مواجهة مع الشعب..هل يمكن ان يتخلص الأبناء من الوصاية الفكرية وميراث العنف الذي زرعه الآباء فيهم وهل يمكن ان نجد في يوم من الأيام كل شباب مصر يجلسون معا علي مائدة حوار واحدة تجمع كل الأفكار والرؤي لبناء مصر التي نحلم بها..الي متي تطاردنا لعنة التوريث في الحكم احيانا وفي الفكر في معظم الأحيان. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان‏‏وتوريث الفكر الإخوان‏‏وتوريث الفكر



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon