فاروق جويدة
كان السيد عمرو موسي حريصا علي حضور جميع الجلسات في لجنة دستور2012 وكثيرا ما امتدت الاجتماعات ساعات طويلة وحتي اللحظات الأخيرة كان متفائلا بأن تصل الأمور الي حالة وفاق بين القوي السياسية لإعداد دستور يليق بمصر الشعب والثورة.
وقد شهدت اللجنة يومها مناقشات عاصفة حين اشتد الحوار والخلاف حول عدد من المواد لم يتجاوز12 مادة وكان عمرو موسي يتمني لو ان اللجنة اتفقت علي هذه المواد دون ان نصل الي مرحلة التصويت ولكن العاصفة كانت شديدة للغاية ولم يكن أمامنا غير الانسحاب. وقد شعرت بإرتياح شديد لاختيار عمرو موسي رئيسا للجنة الدستور الجديد..ان الرجل خاض تجربة عميقة وجادة في المشاركة في دستور2012 وهو يعلم اخطر المناطق الخلافية فيه وقبل هذا كان يحمل حلما كبيرا في إنجاز تجربة لم تكتمل وامامه الآن فرصة لكي يكمل ما تخلي عنه الدستور السابق..إن عمرو موسي يعلم ان في هذا الدستور مواد كثيرة جديرة بالبقاء وأنا علي يقين انه سيكون حريصا علي جهد شارك فيه حتي وان اختلف معه في نهاية المطاف..إذا كانت هناك جوانب قصور وخلاف في دستور2012 فإن الأمل كبير في ان تحاول اللجنة الجديدة سد ما فيه من الثغرات وإضافة مواد جديدة تحقق الهدف والغاية لكل المصريين في دستور يليق بثورتين وإذا كان عندي رجاء من اللجنة الجديدة فهو الإبقاء علي ما جاء في دستور2012 حول ثورة يناير حتي لا تسقط من الذاكرة المصرية وحتي لا تضيع دماء شهدائها الأبرار في دوامة الخلافات والصراعات السياسية والفكرية..ان ثورة30 يونيو امتداد لثورة يناير ولم تكن حدثا منفصلا عنها.. وانا علي ثقة ان عمرو موسي ورفاقه في لجنة الدستور سوف يقدمون لمصر واجيالها القادمة دستورا يفخر به الجميع..كان عمرو موسي واحدا من ابرز فرسان دستور2012 رغم انسحابه في الساعات الأخيرة وعليه الآن ان يكمل المشوار مع هذه النخبة من عقول مصر من اجل مستقبل اكثر حرية وعدالة وكرامة لهذا الشعب العظيم
"الاهرام"