توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسامة الباز

  مصر اليوم -

أسامة الباز

فاروق جويدة

منذ سنوات وقبل ان يحاصره المرض غاب أسامة الباز عن الساحة السياسية في ظروف لا يعرفها أحد ثم اختفي تماما من الساحة الإجتماعية والإنسانية وهو الذي ظل دائما رمزا حاضرا علي المستوي الثقافي والفكري‏.. كان الاختفاء الأطول والأصعب امام محنة المرض التي انتهت برحيله الي رحاب خالقه.. كان اسامة الباز من المناطق المضيئة في سلطة القرار المصري منذ بدأ شابا في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وفي رفقة كاتبنا الكبير الأستاذ هيكل حين تولي مسئولية وزارة الإعلام وصعد نجم اسامة الباز في رحلة الرئيس السادات مع حرب اكتوبر ثم مفاوضات السلام ما بين امريكا واسرائيل وفي كل مراحل حياته كان ديبلوماسيا ماهرا ومصريا صادق الوطنية والإنتماء.. ومرت رحلة اسامة الباز مع الرئيس الأسبق حسني مبارك في منعطفات كثيرة اقتربا فيها كثيرا وابتعدا في نهاية المطاف بصورة فتحت ابوابا كثيرة للدهشة والتساؤل.. في تقديري أن انسحاب الباز كان خسارة كبيرة لسلطة القرار في مصر خاصة مؤسسة الرئاسة فقد كان من جوانبها المضيئة علي المستوي الفكري والإنساني والسياسي..كان اسامة الباز قريبا جدا من المثقفين المصريين وكان حلقة تواصل امينة بين السلطة والنخبة المصرية سنوات عديدة وعلي المستوي الإنساني كان اسامة الباز شخصا محبوبا وإنسانا مجاملا تراه في كل المناسبات الإجتماعية والثقافية اما دوره السياسي فلاشك انه واحد من اعمدة الديبلوماسية المصرية وسوف يأخذ مكانا مرموقا وسط هذه الكوكبة من رجال السياسة في مصر..وقد عرفت اسامة الباز سنوات طويلة ودارت بيننا محاورات كثيرة كان إنسانا مثقفا من طراز رفيع يمكن ان تختلف معه الي ابعد مدي وتشعر انك تتحاور مع عقل كبير وفكر عميق.. عاش متواضعا في حياته يركب المترو ويستخدم سيارة عتيقة وينام في مكتبه بوزارة الخارجية في مبناها القديم إذا اضطرته الظروف..كان مخلصا في آداء كل الأدوار التي التزم بها امام سلطة القرار دون ان يفرط في ثوابت او كرامة..وحين اختفي اسامة الباز من الساحة المصرية هبت عواصف كثيرة ومازال مكانه شاغرا..في رحمة الله مثواه.. وفي قلوب محبيه سيبقي له مكان ومكانة. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسامة الباز أسامة الباز



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon