توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون والنسيان

  مصر اليوم -

المصريون والنسيان

فاروق جويدة

يبدو ان مصر نسيت رموزها العظيمة التي منحتها الجلال والمهابة‏..‏ لم يعد المصريون يتذكرون الكتاب والفنانين والمبدعين الكبار الذين رحلوا‏..‏ في زحمة السياسة والصراعات والمعارك غابت اسماء كثيرة واختفت وراء سحابات النسيان حتي ذكري ميلادهم ورحيلهم لم تعد تهم أحد.. نسي الإعلام المصري كل رموز هذا الوطن. تذكرت قصة سمعتها من كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم.. قال: سافرت يوما انا وطه حسين لقضاء الأجازة الصيفية معا في سويسرا واقمنا معا في فندق صغير علي إحدي البحيرات الشهيرة في جنيف.. وذات يوم سألني طه حسين الا توجد صحف مصرية هنا, قلت له انها قليلة للغاية وتأتي بأعداد محدودة فقال طه حسين: حاول ان تشتري احدي هذه الصحف لكي نتابع اخبارنا فيها.. وكنت كل يوم اشتري صحيفة واقرأ لطه حسين آخر الإخبار وقضينا اسابيع في الأجازة وذات يوم سمعت طه حسين يقول الم تلاحظ يا توفيق انه لا يوجد خبر واحد عنا طوال الفترة الماضية حتي غيابنا لم يحرك ساكنا وإذا كان هذا يحدث ونحن احياء فماذا سيحدث بعد ان نموت.. يا توفيق المصريين ينسون.. هذه الرواية سمعتها من سنوات ويبدو انها حقيقة فقد غابت كل هذه الأسماء عن ذاكرة المصريين تأتي ذكري العقاد ولا يذكره احد.. وتمر ذكري وفاة توفيق الحكيم دون ان تنشر الصحف كلمة عنه وحدث هذا مع كل القمم المصرية العظيمة التي طواها النسيان واحداث السياسة.. ان المصريين الآن تائهون حائرون يهرولون خلف الأحداث السياسية ما بين الأمن والمظاهرات وأسعار السلع والأزمة الاقتصادية والمحاكمات امام القضاء..اما هؤلاء الذين اضاءوا عقولنا واثروا حياتنا فقد نسيناهم, حاول ان تبحث عن آخر مرة رأيت فيها ام كلثوم علي شاشة مصرية حكومية او خاصة وحاول ان تراجع آخر مرة شاهدت فيها حديثا لطه حسين او العقاد او الحكيم او عبد الوهاب وعبد الحليم والسنباطي هذا تاريخ مضي ونساه المصريون رغم انه اجمل الأشياء في تاريخهم وكان ينبغي ان يبقي دائما في القلوب ذكري مضيئة لزمن جميل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون والنسيان المصريون والنسيان



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon