توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من خذل المصريين؟

  مصر اليوم -

من خذل المصريين

فاروق جويدة

النخبة المصرية هي التي خذلت المصريين وتركتهم في منتصف الطريق‏,‏ احيانا تأتينا الفرصة واللحظة التاريخية التي لا تتكرر كثيرا‏, هناك من يمسك بها وهناك من تفلت من يديه وما يحدث للشعوب يحدث ايضا للأفراد فما اكثر الفرص الضائعة التي بكي اصحابها عليها بعد ان فات الأوان وما اكثر الفرص التي ضاعت علي الشعوب فلما افاقوا اكتشفوا حجم الكارثة.. من اسوأ الأشياء في دنيا الحظوظ والفرص ان تدق بابك فرصة وانت غير مهيأ لها وتضيع منك.. والأذكياء هم هؤلاء الأشخاص الذين يعدون انفسهم ويجلسون وراء الباب في انتظار هذا الزائر الذي يسمي الفرصة وهناك فرق بين من ينتظر خلف الباب ومن يجلس في احد المقاهي ينتظر صديقا يلعب معه عشرة طاولة..قلت ان النخبة المصرية افسدت علي المصريين عرسا كبيرا فخرجوا من المولد بلا حمص وجلسوا علي الأرصفة يراجعون الحسابات والأخطاء واكتشفوا انهم خسروا كل شيء..من اغرب الأشياء في النخبة المصرية انها لا تتفق علي شيء فلم تعرف اساليب الاختلاف وثقافة الرفض والقبول..وقد عاشت هذه النخبة تردد شعارا غريبا يقول لست معي فأنت ضدي اي اننا لا بد ان نتفق في كل شيء وكانت النتيجة ان النخبة لم تتفق علي شيء.. والذين لا يتفقون علي شيء لا يعرفون لغة الحوار وهي ابسط مبادئ الحرية..بدون الحوار تتحول الحياة الي مجتمع اخرس واجمل حدائق الأفكار والرؤي تلك التي تنتشر فيها الآراء بلا حسابات او رفض للآخر..وإذا غاب الحوار انسحبت الحرية لأن الحرية ليست كيانا صامتا انها كيان نابض بالحياة والتفاعل والدهشة والتساؤل ايضا..وإذا فقدت قدرتك علي الدهشة فأنت تضع ساترا بينك وبين الكون وإذا نسيت ان تتساءل سوف تبقي صامتا تنتظر الإجابة ولن يفيدك احد..والنخبة المصرية نسيت كل هذه الأشياء واصيبت بحالة من العقم الفكري والوجداني افقدها التواصل مع الحياة والبشر..ان التوابيت ليست فقط اماكن للموتي انها كثيرا ما جمعت الأحياء وهم هؤلاء الناس الذين فقدوا القدرة علي الحلم والخيال وهذا هو حال النخبة المصرية اختفي الحلم وانتحر الخيال.. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من خذل المصريين من خذل المصريين



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon