فاروق جويدة
خرج المصريون يحملون جثمان الشهيد اللواء نبيل فراج الذي سقط وهو يقف في مقدمة القوات التي ذهبت لتحرير كرداسة من الإرهابيين.. كانت صورة الشهيد وهو يسقط امام جنوده شهادة للبطولة الحقيقية.
وان الرجل في النهاية يصنعه موقف عظيم طال العمر ام قصر.. وهذه النوعية من الرجال هي التي تعطي للحياة جلالها.. كان من الممكن ان يقف الشهيد نبيل فراج خلف جنوده وفي حماية احدي المصفحات او كتيبة من الجنود ولكن الرجل وقف في المقدمة لأنه يؤمن ان هذا مكانه وهذه مكانته..مثل هذا الرجل يعتقد ان الحياة مجرد رحلة قصيرة وان ما سيبقي منها موقف او لحظة او لقب جليل..وكان من حظه ان يحمل لقب الشهيد عن جدارة واستحقاق وتضحية ولهذا خرج المصريون يودعونه بكل العرفان فلم يبخل عليهم بأغلي ما لديه وهي حياته..ان مثل هذه النماذج يجب ان تكون القدوة والنموذج للأجيال الجديدة امام طغيان الصور المشوهة والنماذج الكريهة التي قامت علي الدجل والأكاذيب..ان نبيل فراج كان من الممكن ان يخرج الي المعاش بعد اعوام قليلة ويعبر مثل كل العابرين في هذه الحياة ولكن القدر اختار له ان يرحل وهو يحمل تاجا من الشرف والوفاء والرجولة ولهذا فإن الأبطال الحقيقيين هم الذين يتركون خلفهم قدوة تعيش عليها الأجيال..ان التراب الذي سقط عليه هذا الرجل سوف يتحول مع الزمن والأيام الي نفحات ربانية تتسلل الي السماء وتكون رحمة له في مثواه..ان الآية الكريمة تقول من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..وهذا الصدق مع العهد يتجسد في حمل الأمانة والمسئولية امام الله وامام الناس..وفي الحديث الشريف عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.. وهذا الشهيد لقي ربه علي تراب كرداسة وهو يدافع عن وطنه وشعبه وسوف يبقي نموذجا للإنتماء الحقيقي..وهو شرف لجهاز الشرطة المصرية التي تدافع بشموخ عن امن هذا الوطن رجاء للمسئولين اختاروا اكبر ميادين كرداسة واطلقوا عليه اسم الشهيد نبيل فراج بل انني اقترح اطلاق اسمه علي مدينة كرداسة كلها
نقلاً عن "الأهرام"