فاروق جويدة
كان قدماء المصريين يسرقون تاريخ بعضهم البعض ولذلك كانت عمليات الشطب والتغيير والتشويه علي المعابد الفرعونية القديمة..
كان كل حاكم جديد ينسب لنفسه كل انجازات من كانوا قبله في الحكم ابتداء بالمعارك الحربية وانتهاء بالإنجازات المختلفة وقد توارث المصريون ذلك حتي ان آخر حروب مصر المجيدة وهي حرب اكتوبر حذفت اسماء البعض وبقي البعض الآخر بل ان صور المواقع والأماكن تغيرت.. وفي كتب التاريخ والتربية الوطنية تم تغيير ادوار الحكام وتاريخهم وبعد ان رحل الرئيس السادات صغرت صورته في المناهج الدراسية ولم يعد احد يذكره.. الأمر الغريب ان هذا كان يحدث في مصر علي فترات طويلة ومتباعدة في الحكم ولكن خلال عام واحد استطاعت جماعة الإخوان المسلمين تغيير وقائع التاريخ ونسبت ثورة يناير كلها للزعامات الإخوانية رغم انهم جميعا كانوا في المعتقلات والسجون.. اخذت الجماعة التي رفعت راية الإسلام والحلال والحرام من العهود الفرعونية القديمة هذه اللعنة الفرعونية القديمة وهي تزوير الأدوار ولهذا وجدنا وزارة التربية والتعليم حائرة امام ملايين النسخ من كتاب التربية الوطنية التي اسقطت اسماء جميع ثوار يناير بما في ذلك الشهداء منهم وتصدرت صفحات الكتاب صور اعضاء مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة الذي لم يكن قد قام بعد ليؤكد الكتاب ان قادة الحزب هم قادة ثورة يناير.. لا أدري كيف تتخلص وزارة التربية والتعليم من هذه الأعداد الرهيبة من النسخ المطبوعة ومن يتحمل تكاليف ذلك كله خاصة إذا كانت صورة الرئيس السابق د. محمد مرسي تتصدر الصفحة الأولي من عشرات الكتب المقررة في مناهج التربية والتعليم في كل المراحل.. لقد تعجلت الجماعة في تغيير المناهج وتزوير الأدوار وتزييف الحقائق واخشي ان يقال إن الهرم الأكبر بني في عهد الرئيس مرسي وان نهر النيل بدأ سريانه عندما حكم الإخوان ارض الكنانة او ان الإسلام دخل مصر في عام2012 اطالب السيد وزير التربية والتعليم بتشكيل لجنة لمراجعة جميع المناهج التعليمية التي تم إقرارها في عهد الإخوان
نقلاً عن "الأهرام"