فاروق جويدة
لا اخفي انزعاجي الشديد من الغموض الشديد الذي يحيط بالعلاقة بين بعض القوي المدنية المصرية والعالم الخارجي..لا اعترف بالزيارات السرية التي تجري بين مواطنين مصريين والسفارات الأجنبية..
لا اتصور ان يتلقي مواطن مصري دعما ماليا خارجيا تحت اي شعار..لا افهم ان يسافر وفد حزبي من ممثلي الأحزاب المصرية الي دولة اجنبية لمناقشة الأحوال في مصر والصراعات الدائرة بين القوي السياسية..إذا كان الهدف من هذه الزيارات هو معرفة ما يجري في بلادنا فليس من حق احد ان يتدخل في شئون دولة ذات سيادة..ومن اراد ان يعرف فهناك السفراء والمسئولون ووزارة للخارجية ولديهم كل البيانات وكل المعلومات وهم الأقدر علي معرفة ما يقال ومالا يقال..لماذا لم نشاهد في مصر وفدا المانيا ليقدم لنا صورة عن الانتخابات التي جرت اخيرا..لماذا لم يصل الي القاهرة وفد انجليزي ليشرح لنا لماذا رفض مجلس العموم البريطاني توجيه ضربة عسكرية لسوريا..لماذا لم يخبرنا الرئيس بوتين عن اقتراحه في شأن الأسلحة الكيماوية قبل ان يعلنه للعالم..وماهي جدوي ان يسافر وفد مصري مدني او حزبي الي امريكا ليقدم للأمريكان صورة عن احوال مصر وإذا كان لديه ما يقال فإن وزارة الخارجية المصرية علي شاطئ النيل اقرب كثيرا من الغرف المغلقة في واشنطن.. منذ فترة وهناك من يتحدث عن تقرير اعدته السيدة فايزة ابو النجا وزيرة التعاون الاقتصادي تتحدث فيه عن التمويل الأجنبي للأنشطة المدنية في مصر وان ذلك كان يتم من وراء ظهر الحكومة لماذا لم تنشر هذه البيانات ولماذا تتستر الحكومة عليها..ان العلاقات مع الدول لها طرق واحدة واضحة وصريحة وهي تتم بين مؤسسات مسئولة ولا يمكن ان يكون من حق اي مواطن مهما كانت اختصاصاته او علاقاته ان يفشي اسرارا او يتحدث بأسم الدولة لأن مثل هذه التصرفات لها اسم واحد..في الفترة الأخيرة هناك عشرات الزيارات السرية العامضة التي قام بها مواطنون مصريون الي امريكا واوروبا تحت شعار تبادل الأفكار والآراء حول مستقبل مصر..وفي تقديري ان مستقبل مصر سوف يتحدد داخل القاهرة وليس في واشنطن او البيت الأبيض.
نقلاً عن "الأهرام"