فاروق جويدة
أكثر مظاهر الثراء والغني عند فقراء مصر في الدلتا والصعيد هو كوب الشاي الأسود وقليل من الأرز وهو اهم في احيان كثيرة من رغيف الخبز.
وكما يعيش الشعب الياباني فإن الأرز وجبة لا يمكن الإستغناء عنها مع الأسماك طبعا..وهذا ما يعيش عليه المصريون في الريف بصفة خاصة لا بديل للأرز..ولهذا تعجبت كثيرا من تصريحات د.محمد عبد المطلب وزير الري وقد اثارت انزعاج الناس ان الحكومة سوف تتوقف عن زراعة الأرز لأنه يستهلك كميات كبيرة من المياه وقد تلجأ الي زراعته في دول اخري ومن بينها جنوب السودان..وقد لا يعلم سيادة الوزير ان الأرز ليس محصولا عاديا في حياة المصريين فهو اهم من القمح.. وقد لا يعلم ايضا ان زراعة الأرز في مناطق الدلتا يمثل عملية غسيل سنوي للتربة حتي يمكن زراعة محاصيل اخري ومنها القطن ولو ان الحكومة منعت زراعة الأرز فهذا يعني إفساد كامل للتربة في محافظات مثل البحيرة وكفر الشيخ ودمياط حيث ترتفع نسبة الملوحة في الأراضي وتأكل المحاصيل.. ولو ان سيادة الوزير سأل نفسه عن تكاليف زراعة الأرز في جنوب السودان من حيث مصاريف الزراعة وتكاليف النقل والتخزين والفاقد فسوف يكتشف ان العملية لا تساوي.. منذ سنوات اقترح احد المسئولين زراعة القمح في الأرجنتين او رومانيا وفشلت المحاولة وذهب عدد من رجال الأعمال الي هناك لدراسة المحاولة ولم تنجح وربما نجحت في غسيل الأموال..ان معني وقف زراعة الأرز ان الشعب المصري سيجد نفسه مطالبا بإستيراد معظم احتياجاته من الغذاء فنحن نستورد القمح وسوف نستورد الأرز..ان الحل الأفضل في تقديري هو وقف تصدير الأرز للأسواق الخارجية والإكتفاء بزراعة مساحة مناسبة لا تتجاوز700 الف فدان سنويا وهذا الإنتاج يكفي احتياجات المصريين من الأرز.. لن يقبل المصريون مثل هذا القرار لأن الأرز لا يمثل لهم دخلا اقتصاديا ولكنه غذاء ضروري في كل بيت ولو اصدرت الحكومة مثل هذا القرار فسوف يزرع المصريون الأرز في بيوتهم.. ليس كل ما يقال يصلح ان يكون فعلا مجديا وسليما
نقلاً عن "الأهرام"