فاروق جويدة
كنا نتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين طوال تاريخها علي انها جماعة دينية مصرية تهتم بشئون الدعوة ولها اهتمامات بالجانب الاجتماعي في حياة المصريين..
واكتسبت الجماعة اهميتها في الشارع المصري علي اساس انها جماعة سلمية تدعو الي الله إلا ان الأحداث الأخيرة اظهرت جوانب كثيرة خافية عن جماعة الإخوان وانها جماعة دولية لها فروع ومكاتب في عشرات الدول ولها ميزانيات ضخمة لا احد يعرف مصادرها ولها دول ترعاها وتقف معها..اتضح لنا في الأيام الأخيرة ان هناك مؤتمرات دولية اقيمت لنصرة الإخوان ضد الشعب المصري وجيشه وقوات امنه وان هناك انقساما داخل المصريين دولة الإخوان ودولة المصريين..ولهذا شهدت باكستان مؤتمرا لدعم الإخوان ومؤتمر آخر في تركيا يضم التنظيم الدولي للإخوان وفي الدانمارك اقيم مؤتمر آخر..لأول مرة يدرك المصريون انهم ليسوا امام الجماعة التي عاشوا معها ثمانين عاما ولكنهم امام دولة لها فروع في الخارج وامتدادات في دول أخري ولها مصالح قد تتعارض مع احلام واهداف الشعب المصري..هذا الإكتشاف ظهر بصورة واضحة في الحملات الإعلامية والهجوم الضاري الذي يتعرض له الشعب المصري من دول مثل تركيا وباكستان.. والمطلوب في هذه الحالة ان تعيد مصر النظر في مواقفها من هذه الدول لأن مصر مثلا لم تتخذ موقفا ضد تركيا تأييدا للأكراد ولم تتخذ موقفا مع الجزء الهندي في كشمير بل ان مصر في احيان كثيرة كانت تؤيد باكستان ضد مواقف الهند..علي جانب آخر فإن اكتشاف الجانب الخفي في جماعة الإخوان وانها لم تعد جماعة مصرية خالصة وان لها دولا تساندها وتقف معها هنا اختلطت الأوراق ولم يعد احد يعلم من الذي يدير شئون هذه الجماعة وما هي اهدافها..كنا نتصور اننا نتحدث فيما بيننا كأسرة واحدة ربما اختلف ابناؤها حول بعض القضايا والمواقف ولكن الصورة الأن تثير الكثير من المخاوف ان تركيا تهاجم المصريين من اجل الإخوان وباكستان ترعي مؤتمرا للهجوم علي مصر وحماس تتدخل في الشأن المصري الداخلي تأييدا للإخوان وهذه كلها اشياء تتعارض مع القوانين الدولية والعلاقات بين الدول ولأول مرة يدرك المصريون ان هناك دولة عالمية تسمي دولة الإخوان
نقلاً عن "الأهرام"