فاروق جويدة
منذ سنوات كتبت كتابا حمل عنوان من يكتب تاريخ ثورة يوليو ويومها طرحت هذا السؤال وقلت إن هناك مناطق كثيرة غامضة في احداث ثورة يوليو وتلقيت أكثر من20 رسالة من اعضاء مجلس قيادة الثورة كشفت بعض الحقائق ولم تكشف الحقائق كلها..
ولعل هذا السؤال يطرح نفسه الآن امام الذكري الأربعين لانتصار اكتوبر.. لقد تاه اكتوبر الإنجاز خلف سحابات كثيرة ما بين متغيرات السياسة وصراعات الساسة والأدوار والرموز وقد جاء الوقت لكي نكتب هذا التاريخ بكل الأمانة والمصداقية.. إن وثائق القوات المسلحة ينبغي ان تكون المصدر الأول..ولا شك انها في مكان امين ويمكن الرجوع اليها..وهناك شهادات القادة العسكريين الكبار وبعضها منشور في كتب والبعض الآخر ربما بقي لدي اصحابه ويمكن الرجوع اليهم..وهناك من بقي علي قيد الحياة من قادة حرب اكتوبر سواء الصف الأول او الصف الثاني بل إن لحظات العبور الأولي علي يد الجنود وجنود الصف يمكن الرجوع الي شهادة الأحياء منهم..هناك ايضا نتائج عمل اللجنة التي تشكلت لكتابة تاريخ اكتوبر وهذه الكتابات لدي القوات المسلحة وبعد ان ينتهي هذا الجانب يمكن الرجوع الي كتابات اخري لدي اطراف دولية تابعت هذا الحدث التاريخي وهنا يمكن ان يكون لأجهزة المخابرات الدولية دور في كشف المزيد من الحقائق بعد التأكد من مصداقيتها خاصة ان سنوات الحظر قد انتهت..وفي الجانب الآخر من الصورة ينبغي ان نعيد النظر في كتب التاريخ التي يدرسها ابناؤنا في المدارس وقد تشوهت هذه الكتابات مرات كثيرة حين اسقطت او اضافت او حذفت..وفي العام الماضي عبثت لجان اعداد المناهج في وقائع واحداث كثيرة ويكفي ان احتفالات مصر في العام الماضي بانتصار اكتوبر تصدرتها صورة قتلة صاحب قرار الحرب انور السادات وهم يجلسون اول الصفوف في الاحتفال الرسمي للدولة بذكري حرب اكتوبر..لابد من تصحيح الوقائع وكشف الحقائق لأن من حق ابنائنا ان يكون بين ايديهم تاريخ صحيح بلا تزييف او تشويه لأصحاب الأدوار الحقيقية..إن ذاكرة مصر التي تشوهت زمنا يجب ان تعود الي مسارها الصحيح تاريخا وادوارا ورموزا
نقلاً عن "الأهرام"