فاروق جويدة
التاريخ ملك للشعوب وليس ملكا للساسة ولا ينبغي لأحد مهما يكن ان يعبث في ثوابت الأمة ومن بينها التاريخ..ورغم ان السياسة عبثت كثيرا في تاريخ مصر إلا ان الكثير من الثوابت بقي بعيدا عن المعارك والخلافات السياسية.
ولهذا أخطأ الإخوان المسلمون حين حاولوا إفساد فرحة المصريين بأعياد اكتوبر والسبب في ذلك ان اكتوبر حدث فريد في تاريخ العرب والمصريين وهو من انقي صفحات الجيش المصري.. والحقيقة ان جيش مصر جيش وطني لم يحسب يوما علي فصيل سياسي ولم يحاول ان يغير من ثوابته الوطنية التي التزم بها طوال تاريخه.. ولا شك ان الإخوان خسروا كثيرا في هذا اليوم لأنهم اساءوا للحظة تاريخية اصبحت جزء من ذاكرة المصريين وضميرهم الوطني.. ان ما يثبت سوء النوايا من الإخوان هو احتفالات اكتوبر في العام الماضي حين تصدر المشهد اشخاص ادانتهم العدالة ودخلوا السجون في قضية اغتيال انور السادات.. كان مشهدا مريبا وغريبا ان نجد هؤلاء في مقدمة الصفوف بينما غاب تماما عدد كبير من رموز حرب اكتوبر..لقد حاول الإخوان في احتفالات العام الماضي تشويه حقيقة هذا الإنجاز بل ان ما حدث كان تشويها لذاكرة الشعب المصري فلا علاقة للإخوان كفصيل سياسي ديني بما حدث في اكتوبر فلا هم كانوا شركاء فيه ولا هم حافظوا علي مكانته في ضمير المصريين..وما حدث في احتفالات اكتوبر هذا العام كان استكمالا لمشهد العام الماضي ولكن بطريقة مختلفة واسلوب جديد وهو تخريب احتفالية هذا العام..لقد فشلت محاولة الإخوان وخرج ملايين المصريين واحتفلوا بيوم مازال شعار فخر واعتزاز لهم وللأسف الشديد سقط عشرات القتلي والمصابين في صدامات بين الإخوان وقوات الشرطة وهي دليل قاطع علي ان الإخوان فقدوا صوابهم منذ رحلوا عن السلطة.. إن احتفالات اكتوبر مناسبة وطنية وقومية تحتفل بها مصر والشعوب العربية وكان ينبغي ان تبقي هذه الذكري بعيدة عن الصراعات السياسية والانقسامات في الشارع المصري ولكن الإخوان الذين حاولوا إفساد الإحتفالية والإساءة الي جيش مصر خرجوا من هذه اللعبة التي افتقدت الحكمة والذكاء وهم في صورة اسوأ مما كانوا عليه.