توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم عرفات

  مصر اليوم -

يوم عرفات

فاروق جويدة

من يقف علي عرفات لا يتصور ان يجتمع هذا العدد من البشر في هذا المكان وفي هذا التوقيت‏..‏ ان يوم عرفات معجزة من معجزات الإسلام‏..‏ ان تتوحد هذه القلوب في دعائها ومشاعرها وصلواتها‏.. في توقيت واحد يندفع ملايين البشر من كل فج عميق يتجهون الي هذه المساحة الجغرافية المحدودة.. يصل عدد الحجاج احيانا الي اكثر من اربعة ملايين حاج..كيف يذهبون الي عرفات في وقت واحد وكيف يرتدون نفس الثياب وتجمعهم نفس الخيام.. يأكلون في وقت واحد ويؤدون الصلوات معا وخلال ساعات محدودة يجتمعون ويؤدون الشعائر ثم ينصرفون في هدوء وسكينة.. هذا النظام وهذا الانضباط وهذه المشاعر كانت شيئا غريبا علي هذا الكون.. لا يوجد حشد في العالم يجتمع في مكان واحد مثل يوم عرفات وفي اكثر الدول تقدما وانضباطا لا يمكن مرور يوم بهذه الصورة.. السيارات بالآلاف تتجه الي عرفات دون ان تصطدم سيارة بالأخري ودون ان تشهد الطرق جريمة واحدة لأن الجميع يتجه الي الله.. في يوم عرفات منظومة من القيم والسلوكيات التي قدمها الإسلام للبشر..في وقت واحد وزمان واحد ومكان واحد يقف اربعة ملايين انسان..هذه معجزة في الإدارة والعمل والإنجاز, وبعد ان ينتهي اليوم وقد صلي الجميع ونزلوا من عرفات كيوم ولدتهم امهاتهم يعيدون نفس المسيرة في طريق العودة, تتحرك السيارات ويمشي مئات الآلاف علي اقدامهم يندفع الملايين في اكثر من اتجاه تحرسهم رعاية الله لأن قلوبهم المطمئنة تنير لهم كل طريق.. كلما فكرت في يوم عرفة: السلوك والشعائر والمسئولية رأيت فيه نموذجا من نماذج الوحدة في الإسلام, انها حشود ضخمة ولكنها تدرك المسئولية ولهذا يحافظ كل انسان علي رفيقه في أداء الشعائر..كيف توفر الشرطة السعودية الأمن لكل هذه الملايين..كيف تتوافر المواصلات التي تحملهم ذهابا وعودة..كيف يتم إطعام اربعة ملايين انسان خلال ساعات قليلة وكيف يتم توفير المياه اللازمة للشرب والوضوء وسط هذه الحرارة العالية وقبل هذا كله كيف يتوافر الإنضباط لأربعة ملايين انسان في مكان واحد وتوقيت واحد وشعائر واحدة..يوم عرفات معجزة من معجزات السماء تساندها ارادة بشرية واعية نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم عرفات يوم عرفات



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon