فاروق جويدة
لا أعتقد أن فريق مصر القومي تعرض من قبل لمثل الهزيمة التي لقيها من فريق غانا في معركة الوصول الي كأس العالم في البرازيل في العام القادم.
.كانت نتيجة المباراة بكل المقاييس شيئا غير عادي خاصة ان النجوم الكبار الذين شاركوا في هذه المأساة خاضوا معارك دامية مع فرق افريقيا من قبل وحققوا انتصارات مذهلة وحصلوا علي بطولة افريقيا اكثر من مرة.. وما حدث في مباراة غانا مأساة يتحمل مسئوليتها الفريق قبل المدرب الأمريكي لأن اي قائد يضع خطته وعلي الفريق ان ينفذ الخطة وما حدث مع غانا شيء لا يمت لكرة القدم بأي صلة حيث لا خطة ولا فريق ولا دفاع ولا هجوم ولا وسط وقبل ذلك كله لا اهداف غير ضربة جزاء يتيمة..علي الجانب الآخر اوشك فريق غانا ان يسجل ثلاثة اهداف في الدقائق الأولي من المباراة وكانت هذه رسالة مبكرة للفريق المصري ان يدرك خطورة المباراة وانه امام تجربة صعبة ولهذا سيطر الفريق الغاني تماما علي احداث المباراة واختفي اللاعبون المصريون وكأن ريال مدريد يلاعب فريق الدويقة..ان السبب في هذه الهزيمة الثقيلة بجانب غياب التخطيط وغياب الإرادة هو غياب الروح والإصرار علي الفوز.
إن كرة القدم مثل كل الأنشطة يمكن ان تنتهي بالفشل او النجاح وهذا يرتبط بدرجة الأداء والقدرات والإصرار وما ظهر في هذه المباراة ان الفريق المصري كان خارج السياق تماما في قدراته وإرادته وحرصه علي الفوز..في المقابل توافرت كل عناصر النجاح للفريق الغاني حيث الإرادة والإصرار وروعة الأداء. والخلاصة ان ما حدث نموذج يحدث في مواقع كثيرة في حياتنا وهو يشبه تماما ما يحدث في الشارع المصري من ازمات وفشل, انه يشبه حالة المرور واسعار السلع وفوضي الجامعات, انه يشبه غوغائية الإعلام المصري واخطاءه وخطاياه..إن أداء الإنسان المصري في مواقع كثيرة يفتقد الإرادة والروح والإصرار وهناك امراض اجتماعية اخطرها اللامبالاة وهي تنتشر في كل مجالات العمل ابتداء بالسياسة والفكر وانتهاء بكرة القدم ولهذا لا فرق بين اخطاء النخبة المصرية في إدارة شئون مصر ومأساة الفريق القومي في غانا.
نقلاً عن "الأهرام"