فاروق جويدة
ليس للإرهاب وطن او دين او شرائع..انه كائن مجهول لا يعترف بشيء إلا بالدماء والقتل..وقد أخذ الإرهاب اشكالا كثيرة ابتداء بالعصابات الإجرامية وانتهاء بحشود المافيا مرورا علي تاريخ القراصنة علي الأرض وفي عمق البحار.
وفي احيان كثيرة يتخفي الإرهاب وراء فكرة او قضية حتي يبرر خطاياه فما اكثر الإرهابيين الذين تصوروا انهم يسرقون الأغنياء من اجل الفقراء او انهم يقتلون الأطفال حتي لا يظهر بينهم حاكم ظالم كما فعل فرعون مصر مع أم موسي عليه السلام وما يحدث في سيناء صورة من صور الإرهاب التي يتصدي لها الجيش المصري والشرطة بكل اقتدار..لقد تأخرنا كثيرا في العلاج الأمني في سيناء وتركنا الإرهاب يتوحش فيها يوما بعد يوم حتي اصبحت له قلاع واسلحة واموال ومصادر تحميه ولأن الجيش المصري والشرطة المصرية استطاعا محاصرة الإرهاب فهو الآن يحاول توسيع المواجهة بعد ان حاصرته قوات الجيش والشرطة في جحوره..ان الواضح امامنا الآن ان الحصار علي الإرهاب في سيناء قد ضاق واصبح يهدد وجوده ومصادر تمويله بالمال والسلاح ان اهالي سيناء يشاركون الجيش والشرطة في هذه الملحمة التاريخية التي يجري فيها تحرير سيناء وسوف نجد عمليات ارهابية داخل القاهرة وسوف نشاهد انفجارات هنا او هناك وسوف يقطعون الطرق والمواصلات ويهددون المواطنين في حياتهم, علينا ان نتوقع ذلك وقد حدث في الثمانينات والتسعينات ان تستر بعض التيارات المتأسلمة علي حشود الإرهاب سواء في سيناء او غيرها سيكون وصمة عار في تاريخ هذه التيارات لأنها تسيء للإسلام العقيدة وتسيء للوطن وتسيء لملايين المصريين البسطاء الذين يحلمون بحياة اكثر امنا واستقرارا..وفي النهاية فإن المصريين الآن قد ادركوا عن إيمان ويقين ووعي ان خلط السياسة بالدين بالعنف قد وصل بالتيارات الإسلامية التي ترفع راية الدين الي أحط درجات الغوغائية..ان تفجير مؤسسات الدولة او الاعتداء علي حياة الناس او قطع الطرق كل هذه الأعمال الإرهابية لن تصل الي شيء وكما انتهت في سنوات سابقة فسوف تنتهي الآن باستئصال هذا النشاط الإجرامي الذي يهدد امن مصر واستقرارها.
نقلاً عن "الأهرام"