فاروق جويدة
هناك غزل غير مشروع يجري الأن بين أمريكا وإيران لا احد يعرف مداه وهل يحقق اهدافه ولكن هناك بوادر واضحة لتقارب قادم..
لقد وعدت امريكا إيران في بداية المفاوضات ان تعيد لها اموال الشاه المصادرة في البنوك الأمريكية والتي ظلت اكثر من خمسة وعشرين عاما تحت وصاية الإدارة الأمريكية وكانت اكثر من عشرين مليار دولار ولا احد يعلم كم بلغت الأن وهل ستردها امريكا بفوائدها ام بأصل المبلغ فقط.. الغريب ان الإدارة الأمريكية اخذت اموال الشاه ورفضت ان تمنحه حق الإقامة فيها ليأتي الي مصر ويفتح صفحة من العلاقات السيئة بين مصر وإيران.. بجانب اموال الشاه فإن امريكا تسعي للحصول علي تعهد ايراني بوقف مشروعها النووي او علي الأقل وضع ضمانات بألا تقوم ايران بإنتاج السلاح النووي ولا اعتقد ان إيران يمكن ان توقف هذا المشروع بعد ان اوشكت بالفعل ان تحقق هذا الإنجاز التاريخي.. هناك اشياء اخري يمكن الحديث عنها في تقسيم هذا الجزء من العالم خاصة بعد ان تم تخريب العراق وسوريا وتدمير المؤسسات الليبية والمطلوب الأن هو تقسيم الوليمة خاصة ان لدي ايران اطماع كثيرة في الخليج العربي..ولا شك ان امريكا ستحقق مكاسب كبري إذا وضعت اقدامها مرة اخري في إيران فسوف تقترب كثيرا في هذه الحالة من الصين العدو القادم والقوة العظمي الجديدة التي تنظر اليها امريكا بإرتياب شديد خاصة مع معدلات النمو الاقتصادي الرهيبة والتراجع الشديد في الإقتصاد الأمريكي..لقد حاولت امريكا إشعال حرب بين السنة والشيعة لتدمير الإثنين معا ويبدو انها فشلت ولهذا عادت تفتح صفحة جديدة مع إيران وكانت يوما من اقرب الأصدقاء ولكن السياسة لا تبقي علي حال..هناك طرفان ينظران من بعيد لما يجري بين امريكا وايران الطرف الأول هو إسرائيل التي لابد وان تكون شريكا في الصفقة وتركيا وهي تخشي من ان تصبح ايران الشيعية بديلا لتركيا السنية وعند الأمريكان كل شئ يجوز فقد اسقطت كل الحكام الذين وقفوا معها وغيرت جلدها آلاف المرات..انها لغة المصالح.. والمصالح فقط.
نقلاً عن "الأهرام"