توقيت القاهرة المحلي 06:19:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قدسية الأماكن

  مصر اليوم -

قدسية الأماكن

فاروق جويدة

لم تعد قضية انحدار وهبوط الذوق العام فيما نسمع من حوارات او نشاهد من الأفلام الساقطة ولكن حاول ان تقرأ الشتائم التي انتشرت الأن كالأوبئة علي جدران مؤسسات الدولة والمباني التاريخية والآثار والمدارس واسوار الجامعات ووصلت الي دور العبادة وشوهت كل شئ‏. من يصدق ان الشتائم بالأب والأم مكتوبة الأن علي جدران مساجدنا التاريخية في ارجاء المحروسة ان الشتائم التي لوثت مياه النيل وسماء مصر واشجار الشوارع للأسف الشديد يتم تجديدها كل يوم وإذا ازالتها اجهزة النظافة وجدنا في اليوم التالي شتائم اكثر انحطاطا واسفافا.. ان حالة التشوه التي اصابت الذوق العام في مصر تحتاج الي دراسات نفسية لأننا امام نماذج بشرية وصلت بها درجة الإنحطاط ان تكتب البذاءات علي جدران المساجد والكنائس ودور العبادة.. من يشاهد جدران السفارات الأجنبية في قلب القاهرة يشعر بالخجل من هذه الكلمات التي تشوه النفوس قبل الجدران.. وماذا يفعل الأطفال الصغار وهم يشاهدون هذه الجريمة.. انها انتهاك للبصر وانتهاك للمشاعر والأخطر من ذلك انها اعتداء صارخ علي حرمة المؤسسات الدينية.. كيف تكتب الشتائم علي ابواب المساجد وكيف تكتب البذاءات علي جدران الكنائس.. قد يري البعض ان تراقب مثل هذه الأماكن بحيث يلقي كل من يرتكب هذه الأخطاء الجزاء المناسب ولا ادري هل في قوانين الدولة ما يحمي الذوق العام وما يصون الجدران والأبواب من عبث المغامرين والسفهاء.. هذه الظواهر الخبيثة غريبة علينا ولم تكن يوما بيننا.. كانت جدران المساجد تتمتع بقدسية خاصة وكانت ابواب الكنائس تحفا تاريخية وكان الذوق المصري الرفيع يرفض كل هذه الجرائم بل كان يستنكرها.. إن الأزمة الحقيقية ليست في الصراعات السياسية التي وصلت بنا الي هذا المستنقع الغريب وليست في الفهم الخاطئ للأديان ولكنها الثقافة التي انحدرت حتي وصلت الي هذه الحالة من التردي والهبوط.. مطلوب معجزة ثقافية تعيد للذوق العام ترفعه القديم وتعيد للأماكن قدسيتها وللناس ولاءهم لوطن كان يوما جنة الأوطان. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قدسية الأماكن قدسية الأماكن



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon