فاروق جويدة
يستطيع الأمن أن يلقي القبض علي طلاب الجامعات المشاغبين الذين أحرقوا المدرجات واعتدوا علي اساتذتهم..ويستطيع القضاء أن يحاكمهم وقد يسجنهم
ولكن هناك طرفا غائبا في هذه المعادلة وهو الأب والأم وبمعني اخر الأسرة المصرية..انني اتعجب كيف ينام الأب وهناك ابنة تدور في الشوارع تلقي الحجارة هنا وتنام هناك وهو لا يعرف شيئا عنها..اين الأم المصرية العريقة التي كانت تعلم كل صغيرة وكبيرة عن ابنائها كنا نأتي الي الجامعة في القاهرة لكي نتعلم واحيانا كنا نخرج في المظاهرات ولكننا لم نهدم مؤسسة ولم نكسر زجاج مدرج ولم نقتحم غرفة رئيس الجامعة او عميد الكلية..كان الآباء يعلمون كل شئ عنا كنا نعارض ولكن بلا عدوانية وكنا نعترض ولكن بأدب شديد وكان الأب يسأل ابنه ماذا فعل في يومه وكانت الأم تعرف اين ذهبت ابنتها ولكن ما نراه الأن شئ محير الفتيات الصغيرات في قلب المظاهرات اياما واسابيع ولا احد يعلم عنهن شيئا وكثيرا ما أخذ الإبن اشياءه ومضي رغم ثورة ابيه ويرد الإبن عندي فتوي بألا اطيعك وان اذهب الي حال سبيلي..عندما شاهدت طلاب جامعة الأزهر وهم يحرقون كلياتهم قلت لنفسي هل هؤلاء هم ائمة المساجد وهل هؤلاء هم الذين سيتحدثون عن سماحة الإسلام وصورته الرفيعة امام الناس وكيف وصلت بهم درجة العنف الي هذا المستوي واي فكر وصل بهم الي هذا الشطط.. ان معظم هؤلاء من ريف مصر بسماحته واخلاقياته وثوابته فأين ذهبت كل هذه الأشياء..ما حدث في الجامعات هو اخطر الظواهر الإجتماعية السيئة التي حدثت في مصر منذ قيام ثورة يناير لأنه اظهر وجها غريبا علي شباب مصر..لقد شهدت الثورة احداثا كثيرة دامية ولكنها جمعت فصائل كثيرة وكان فيها الكثير من اطفال الشوارع والبلطجية ولكننا الأن امام طلاب الجامعات وهم صفوة الجيل والنخبة التي سيقوم عليها مستقبل هذا الوطن..سوف تنجح قوات الأمن في وقف هذه التجاوزات وسوف يحاكم منهم من يستحق العقاب ولكن هذا لا يمنع اننا امام ظاهرة اجتماعية وثقافية خطيرة نحن امام جيل يضيع امام فكر مضلل
نقلاً عن "الأهرام"