توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجيل الضائع

  مصر اليوم -

الجيل الضائع

فاروق جويدة

يستطيع الأمن أن يلقي القبض علي طلاب الجامعات المشاغبين الذين أحرقوا المدرجات واعتدوا علي اساتذتهم‏..‏ويستطيع القضاء أن يحاكمهم وقد يسجنهم ولكن هناك طرفا غائبا في هذه المعادلة وهو الأب والأم وبمعني اخر الأسرة المصرية..انني اتعجب كيف ينام الأب وهناك ابنة تدور في الشوارع تلقي الحجارة هنا وتنام هناك وهو لا يعرف شيئا عنها..اين الأم المصرية العريقة التي كانت تعلم كل صغيرة وكبيرة عن ابنائها كنا نأتي الي الجامعة في القاهرة لكي نتعلم واحيانا كنا نخرج في المظاهرات ولكننا لم نهدم مؤسسة ولم نكسر زجاج مدرج ولم نقتحم غرفة رئيس الجامعة او عميد الكلية..كان الآباء يعلمون كل شئ عنا كنا نعارض ولكن بلا عدوانية وكنا نعترض ولكن بأدب شديد وكان الأب يسأل ابنه ماذا فعل في يومه وكانت الأم تعرف اين ذهبت ابنتها ولكن ما نراه الأن شئ محير الفتيات الصغيرات في قلب المظاهرات اياما واسابيع ولا احد يعلم عنهن شيئا وكثيرا ما أخذ الإبن اشياءه ومضي رغم ثورة ابيه ويرد الإبن عندي فتوي بألا اطيعك وان اذهب الي حال سبيلي..عندما شاهدت طلاب جامعة الأزهر وهم يحرقون كلياتهم قلت لنفسي هل هؤلاء هم ائمة المساجد وهل هؤلاء هم الذين سيتحدثون عن سماحة الإسلام وصورته الرفيعة امام الناس وكيف وصلت بهم درجة العنف الي هذا المستوي واي فكر وصل بهم الي هذا الشطط.. ان معظم هؤلاء من ريف مصر بسماحته واخلاقياته وثوابته فأين ذهبت كل هذه الأشياء..ما حدث في الجامعات هو اخطر الظواهر الإجتماعية السيئة التي حدثت في مصر منذ قيام ثورة يناير لأنه اظهر وجها غريبا علي شباب مصر..لقد شهدت الثورة احداثا كثيرة دامية ولكنها جمعت فصائل كثيرة وكان فيها الكثير من اطفال الشوارع والبلطجية ولكننا الأن امام طلاب الجامعات وهم صفوة الجيل والنخبة التي سيقوم عليها مستقبل هذا الوطن..سوف تنجح قوات الأمن في وقف هذه التجاوزات وسوف يحاكم منهم من يستحق العقاب ولكن هذا لا يمنع اننا امام ظاهرة اجتماعية وثقافية خطيرة نحن امام جيل يضيع امام فكر مضلل نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيل الضائع الجيل الضائع



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon