فاروق جويدة
خسرت مصر في عامين أكثر من 83 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية وهناك 900 الف حالة بناء مخالف التهمت هذه المساحة التي لا تقدر بثمن.. هذا ما اكده وزير الزراعة د. ايمن ابو حديد.
ولا شك ان مصر شهدت عمليات تعد صارخة علي الأراضي الزراعية منذ قامت ثورة يناير وحتي الأن فقد سادت حالة تشبه الجنون في تبوير الأراضي الزراعية وارتفاع الأعمدة الخرسانية والمؤسف في الأمر ان الحكومة لم تستطع وقف هذه المخالفات او إزالتها حتي الآن رغم ان اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية اعلن ان هناك قانونا جديدا سوف يصدر قريبا يقضي بالسجن ثلاث سنوات و500 الف جنيه غرامة للتعدي علي الأراضي الزراعية بمختلف المساحات واكد ان عمليات التصالح تقضي بإعادة الأرض المخالفة للزراعة.. ولا شك ان قضية التعديات علي الأراضي الزراعية والبناء عليها قضية قديمة لم تحسم في يوم من الأيام وكلنا يذكر المساحات الخضراء التي كانت تمتد حول مدينة مثل القاهرة وكانت توفر احتياجات الملايين من سكانها من الخضراوات.. كلنا يتذكر الطريق الزراعي ومناطق الهرم وامبابة وحلوان والمعادي وحتي المهندسين وكيف تحولت الي كتل خرسانية..ان الطريق الزراعي وصلت فيه المباني الي بنها وامتدت الي طنطا وفي طريقها الي دمنهور ثم الإسكندرية وقد حرمت هذه المباني سكان هذه المدن من الكثير من مصادر الغذاء خاصة الخضراوات وحرمتها من الهواء النقي حيث تركت آثارا سيئة علي حياة المواطنين أمام مقالب الزبالة والسحابة السوداء.. كان ينبغي ان تمتد القاهرة في صحراء أكتوبر وحلوان والطرق الصحراوية ولكن التوسعات جاءت في صورة منتجعات سكانية للأثرياء فقط..وحين اهملت الحكومة هذا الإمتداد الصحراوي ظهرت مئات العشوائيات في الأراضي الزراعية ومن يشاهد مناطق مثل المنصورية والعمرانية فسوف يدرك حجم الكارثة.. ان مساحة الأراضي الزراعية في مصر محدودة وللأسف فإن حكومات كثيرة شجعت ذلك حين سمحت بإنشاء المصانع والوحدات الإنتاجية في قلب الأراضي الزراعية ولم يكن من الصعب علي المواطن العادي أن يقلد حكومته ويقيم لنفسه بيتا.
نقلاً عن "الأهرام"