فاروق جويدة
قلت للفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس لماذا اختفت القناة من ذاكرة المصريين سنوات طويلة..لقد بقيت سرا غامضا في كل شيء
وكأنها جزء بعيد عن الأرض المصرية..قليلا ما كنا نسمع اخبارها الا ذلك الرقم السنوي عن دخل القناة..ولكننا اخيرا بدأنا نشعر ان هناك مشروعا ضخما يعيش بيننا ولا نعرف عنه شيئا..إن قناة السويس لا تقل في الأهمية عن السد العالي والأهرامات ولكنها كانت دائما بعيدة عن حياة المصريين..كانت المناسبة ندوة في المجمع العلمي المصري الذي انشأه نابليون بونابرت وزيارة قام بها اعضاء جمعية اصدقاء قناة السويس في باريس التي يرأسها ارنوراميير حيث تم وضع حجر الأساس لمتحف قناة السويس بالإسماعيلية..كان امرا غريبا ان المصريين اصحاب القناة وبناتها هم آخر من اهتم بها ففي باريس متحف ضخم يحكي كل تاريخ القناة بالوثائق والصور وفيها جمعية اصدقاء قناة السويس ومن اهم الأعضاء فيها الأمير حسين طوسون وحفيد ديليسبس وشخصيات فرنسية اخري..في ندوة ثقافية شهدها مبني المجمع العلمي المصري بعد انقاذه من الحريق وتجديده عن طريق القوات المسلحة قدم د. احمد يوسف محاضرة رائعة عن قناة السويس في الفكر الأوروبي شرح فيها حقائق كثيرة مجهولة منها ان مشروع القناة لم يبدأ مع ديليسبس ولكنه كان من اهم اهداف نابليون حين جاء في حملته الي مصر وان المانيا كانت تريد تنفيذ المشروع بدعم من العثمانيين وان السلطان الغوري اهتم كثيرا بهذه الفكرة وان بدايتها الحقيقية كانت مع الحروب الصليبية وفي نهاية الندوة عرض الوفد الفرنسي فيلما جديدا عن نابليون في مصر..
عدد كبير من اعضاء المجمع العلمي حضروا هذه المناسبة من بينهم د.فاروق إسماعيل ود. محمد الشرنوبي ود.محمود المناوي واعضاء السفارة الفرنسية في مصر واخيرا ومع افتتاح مبني المجمع العلمي اقتحمت قناة السويس الذاكرة المصرية بتاريخها وشواهدها وتقرر ان تقام في مصر جمعية لأصدقاء قناة السويس من المصريين بالإتفاق بين هيئة القناة والمجمع العلمي..لأول مرة تصبح القناة حدثا ثقافيا في حياتنا بعد ان اعادها الفريق مهاب مميش الي ذاكرة المصريين
نقلاً عن "الأهرام"