فاروق جويدة
أهمل العالم العربي افريقيا سنوات طويلة وتركها للحروب الأهلية والمجاعات والقوي الاستعمارية التي استغلت مواردها واستعبدت شعوبها.
منذ هبط البترول علي الدول العربية انشغلت بنفسها وشعوبها وتركت مواردها الجديدة للطامعين من الدول الغربية ولم تلتفت الي افريقيا..ومع زيادة الموارد الاقتصادية ظهرت إسرائيل في قلب العالم العربي وانشغل العرب مرة اخري بالصراع العربي الإسرائيلي وما ترتب عليه من نتائج.. وبعد ان وضع الغرب يده علي البترول العربي وانشأ إسرائيل اتجه الي دول افريقيا يبحث عن كل ما بقي لديها من الموارد وهنا ايضا ظهر البترول والمياه والكهرباء وتسللت اسرائيل لكي تمارس دورها في السيطرة علي هذه الدول..كان العالم العربي قد تأخر كثيرا حيث بدأ يفكر في إنشاء مشروعات اقتصادية ضخمة في افريقيا..ورغم ان الشعوب الإفريقية هي الأقرب للدول العربية إلا ان فرصا كثيرة ضاعت علي العرب في افريقيا رغم وجود مجموعة كبيرة من الدول الإسلامية في مقدمتها نيجيريا وهناك تداخل سكاني رهيب بين العرب والأفارقة في جنوب السودان وجنوب دول الشمال العربي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومن هنا تأتي اهمية القمة العربية الإفريقية في الكويت..كان قرارا صائبا من الشيخ صباح الأحمد امير الكويت ان تركز القمة علي الجانب الاقتصادي والاستثمارات في افريقيا حيث قدمت الكويت مليار دولار قروضا بفائدة محدودة للدول الإفريقية..هناك احساس قديم لدي الشعوب الإفريقية بأن العالم العربي تخلي عنها عندما هبطت عليه اموال البترول..ومن هنا تأتي اهمية إعادة الجسور بين الدول العربية ودول افريقيا ولا ينبغي ان تنحصر هذه العلاقات بين الحكومات ولكن يجب ان تبحث الدول العربية عن تقارب حقيقي بين الشعوب خاصة في تلك المناطق التي شهدت صراعات قبلية كما حدث في السودان والجزائر والصومال حين ظهرت الخلافات حول الموارد والعقائد والأصول..ان العالم العربي هو الأحق والأجدر بأن يقدم الدعم لدول افريقيا خاصة ان شعوبها قد عانت سنوات طويلة مشاكل الجوع والفقر والتصحر ولم يلتفت اليها احد..ان اهمية قمة الكويت انها جاءت في وقت يشهد الكثير من الأزمات في القارة السوداء وكلها ازمات تحتاج الي تعاون حقيقي عربي افريقي.
نقلاً عن "الأهرام"