فاروق جويدة
يبدو ان كواليس السياسة الإيرانية استطاعت ان تحافظ علي رصيد ضخم من الخبرات والتجارب والقدرة الفريدة علي التفاوض.. ان الواضح ان ايران لم تتخلص من رموزها الحقيقية في كل المجالات منذ قيام الثورة ومنها الدبلوماسية الإيرانية.
اخيرا وبعد مناورات ومحاورات وصلت ايران الي ما كانت تريده من الغرب واستطاعت توقيع اتفاق جنيف مع الدول الخمس الكبري وقد خرجت بمكاسب كبيرة اهمها انها حافظت علي مشروعها النووي ايا كانت حدوده وهل يبقي مشروعا سلميا ام يأخذ مسارا آخر..ان الشئ المؤكد ان هذا الإتفاق مع هذه الدول اعطي ايران مكانة اخري كقوة صاعدة ليس علي مستوي المنطقة ولكن علي مستوي العالم..ان جلوس ايران مع امريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا هذه الدول مجتمعة اعطي ايران فرصة تاريخية لتكون ندا لهذه الدول ولا شك ان هذا الإتفاق سوف يرتب لإيران حقوقا كثيرة.. سوف يضعها في مكانة دولية خاصة وسوف يوفر لها شروطا كثيرة لأن تكون القوة الفاعلة في المنطقة كلها بما فيها العالم العربي خاصة منطقة الخليج وسوريا ولبنان وحزب الله..وسوف يعيد مياه كثيرة تجمدت بين ايران وامريكا وقد كانتا يوما من اقرب الحلفاء وفي هذا السياق علينا ان ننتظر اتفاقات اخري ستكون ايران طرفا فيها في سوريا ولبنان وربما اسرائيل ان الغرب يبحث عن مصالحه وهو يدرك ان ايران قوة مؤثرة في قلب اسيا والعالم العربي واوروبا وقبل هذا فإن الغرب يقدر تاريخ الدولة الفارسية وعمقها الحضاري والإنساني والأن بدأت ايران مرحلة جديدة في بناء قدراتها النووية دون مطاردة من الغرب وسوف يفتح هذا الإتفاق ابوابا جديدة لبناء الدولة الإيرانية حيث ستحصل علي التكنولوجيا من كل مصادرها وسوف تسقط عنها عقوبات كثيرة فرضتها امريكا طوال عشر سنوات ولا شك ان ايران الدولة القوية علي حدود الصين القوة العظمي الصاعدة وحدود روسيا الوريث الشرعي للإتحاد السوفيتي سوف تضع حسابات جديدة لعلاقات دولية مختلفة..المهم اين العالم العربي في ذلك كله سؤال يحتاج الي إعادة النظر في اشياء كثيرة
نقلاً عن "الأهرام"