فاروق جويدة
لابد ان نعترف بأن هناك صراعا خفيا الآن بين ثوار يناير وثوار يونيه وان الخلافات بين انصار الثورتين وصلت الي مدي يهدد استقرار مصر ويهدد ايضا مصداقية الاثنين معا.
ان ثوار يناير يشككون في ثورة يونيه ويقولون ان ما حدث كان انقلابا عسكريا وهم بذلك يقفون مع الإخوان المسلمين في خندق واحد ويروجون لمواقف الغرب في ذلك..علي جانب آخر فإن ثوار يونيه يؤكدون ان الثورة الحقيقية هي ما حدث في يونيه حين خرج الملايين واسقطوا نظام الإخوان المسلمين..نحن الآن أمام تيارين وصلت العلاقة بينهما الي درجة الاشتباك ولا شك ان هذا سوف يصب في مصلحة الإخوان المسلمين, من هنا كان خروج مظاهرات ثوار يناير والإشتباك مع الشرطة وقوات الجيش والقاء الحجارة وتخريب الشوارع.. هذا ما فعله ثوار يناير علي الجانب الآخر فإن ثوار يونيه يريدون تصفية الحسابات مع ثوار يناير وهم علي خلاف كبير معهم حول الموقف من الجيش والشرطة.. هذه الصراعات سوف تصل الي تحالف ما مع الإخوان الملسمين ولن يكون ذلك بعيدا خاصة إذا كانت هناك اطراف خفية تبحث عن وسيلة لإشعال الموقف..ان الطبيعي ان يقف ثوار يناير ويونيه في خندق واحد ضد الإخوان الملسمين ولكن حالة الانقسام بين الثوار تؤكد اننا امام مشهد جديد قد يفسد تماما المعادلة السياسية..ان امام ثوار يناير ويونيه انتخابات برلمانية تحتاج الي حشود..وهناك استفتاء علي الدستور وانتخابات رئاسية وإذا كان الصراع قد بدأ من الآن فإن ذلك يفتح فرصة اخري لعودة الإخوان بقوة سواء في الاستفتاء علي الدستور ورفضه او اكتساح الانتخابات البرلمانية خاصة إذا تم التحالف مرة اخري بين التيارات الإسلامية الأخري ومنها حزب النور وحزب الأصالة وحزب الوطن..ما يحدث الآن بين القوي الثورية شيء يدعو للخوف والقلق علي مستقبل خارطة الطريق خاصة هذا الهجوم غير المبرر من ثوار يناير علي الجيش والشرطة. ان قانون التظاهر ليس السبب الحقيقي فيما حدث في الشارع ولكن هناك حسابات اخري حركت المواقف وهي تطرح سؤالا: من يقود السفينة ثوار يناير ام ثوار يونيه ام يختفي الإثنان معا.
نقلاً عن "الأهرام"