توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحيل نجم

  مصر اليوم -

رحيل نجم

فاروق جويدة

رحل عمنا أحمد فؤاد نجم‏,‏ لم اعرفه عن قرب والتقينا مرات قليلة في لقاءات عابرة رغم انني كنت محبا للغته الشعرية شديدة الصرامة والواقعية والبساطة فلم يكن شاعرا كبيرا فقط بل كان عاشقا من عشاق مصر الكبار‏..‏  كنت اتابع مع الملايين رحلته مع الشيخ امام وقد حملت الكثير من طين مصر وترابها ولهذا عاشت في وجدان المصريين مثل الأساطير القديمة ومواويل الفقراء علي ضفاف النهر الخالد..كانت اغنيات نجم وامام تسجيلا حيا لرحلة فقراء الوادي في كل عصور القهر والظلم والاستبداد لم تنتشر في الإذاعات والتليفزيونات ولكنها انتشرت علي افواه الملايين مثل اغاني الفلاحين والعمال والمهمشين من ابناء مصر..كانت نموذجا لأغاني التراحيل الذين حفروا قناة السويس وزرعوا النخيل علي شواطئ النيل.. كانت مواويل نجم وامام قصة كفاح طويلة بحثا عن الحرية والحلم والحياة الكريمة لم اعرف احمد فؤاد نجم عن قرب ولكنني كنت اراه من بعيد مثل شجرة التوت والجميز في ريف مصر التي يجتمع تحت ظلالها آلاف الأطفال الفقراء يأكلون ثمارها كل صباح.. كانت اغنيات نجم تمثل شيئا من تراث المهمشين في هذا الوطن ولأنه كان دائما ضد الاستبداد فقد عاش تجربة السجن في اكثر من عهد واكثر من رئيس.. رغم انه كان اشتراكي الهوي فقد سجن اكثر من مره وكان مطاردا في اكثر من وطن واكثر من مكان.. كانت عامية احمد فؤاد نجم غارقة في طين هذا الوطن بكل تألقه وتلقائيته وبساطته وكانت الحان الشيخ امام نسخة من شعر نجم ولا تستطيع ان تفرق بينهما ومن فيهما كتب الآخر..كانت الحان الشيخ امام اهازيج شعبية التقطها من الشارع وهو يغني لعيون بهية التي جسدها احمد فؤاد نجم لتصنع لوحة سيريالية متعددة الألوان وانت لا تعرف من فيهما بدأ اللحن ومن اكمله.. ان رحلة احمد فؤاد نجم تجربة ثرية لأعماق المجتمع المصري وسوف تبقي انشودة لكل المعذبين من ابناء هذا الوطن في كل زمان ومكان ومع رحيل نجم يختفي الشاعر ابن البلد المشاكس المكابر العنيد الذي عاش حياته كما احب وكتب اغانيه كما اراد نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل نجم رحيل نجم



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon