توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون والمستقبل

  مصر اليوم -

المصريون والمستقبل

فاروق جويدة

المصريون غارقون في ماضيهم الغابر لا احد منهم يتحدث عن المستقبل‏..‏ اقرأ مقالات كل كتاب مصر وابحث فيها عن نافذة تطل علي المستقبل‏. هناك من يتحدث عن ذكرياته وهناك من يفتش في صفحات التاريخ وهناك من يحاول ان يجد لنفسه قصة او حكاية..ولكن الجميع ضائع في سراديب الماضي..يحدث هذا في الوقت الذي يتحرك فيه العالم نحو المستقبل بسرعة رهيبة في كل شيء ولكن يبدو اننا قد انفصلنا عن العالم رغم اننا من أكثر الشعوب استخداما للتكنلوجيا الحديثة ابتداء بالتليفون المحمول وشبكة الإنترنت والفيس بوك وتويتر.. لم نستطع حتي الآن ان نخطو خطوة واحدة نحو المستقبل بعد ثورة يناير لقد انقسم المصريون الي فصائل وفئات ويبدو انهم يحتاجون وقتا طويلا حتي تعود لغة الحوار.. وهناك انقسام بين الأجيال جيل يرفض الآباء تماما دون وعي أو هوية واجيال اغرقها الماضي واعماها عن ان تري شيئا غيره.. هناك من هرب الي الكتب الصفراء وانتقل الي زمان آخر وهناك من جلس علي اعتاب موائد غريبة افتقد معها البصر والبصيرة ولكننا جميعا مغيبون.. في الأسرة الواحدة تجد الآن الإخواني والعلماني والليبرالي والسلفي ولا تجد الحوار وهو ابسط قواعد الاختلاف ومن اسوأ الأشياء التي ترتبت علي هذه الانقسامات حجم الكراهية الذي انتشر بين المصريين حتي وصل الي ابناء الأسرة الواحدة وللأسف الشديد ان الجهل والحياة القاسية والظروف الاقتصادية الصعبة ساعدت علي ذلك كله.. ان من يشاهد حالة العنف في الشارع المصري يشعر اننا امام مجتمع آخر وزمان آخر من أين جاء هذا الشباب الساخط الغاضب المضلل وكيف تحول الي الغام انفجرت في وجوهنا لتدمر كل شيء.. هذا الشباب من أين جاء بكل هذا الغضب.. ان ثورته حق مشروع ورغبته في التغيير أو اختلافه مع الأجيال السابقة شئ عادي ولكن من اين جاءت هذه الرغبات المكبوته في تدمير كل شئ..نحن امام مأساة ثقافية وحضارية وانسانية لأن انقسام المصريين بهذه الصورة يحمل مخاطر كثيرة خاصة ان مصر تعاني من حالة اختراق فريدة لم تحدث حتي في عصور الاحتلال. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون والمستقبل المصريون والمستقبل



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon