فاروق جويدة
لسنوات طويلة سيطرت جماعة الإخوان المسلمين علي التجمعات الأهلية والشعبية واستطاعت ان تفرض وصاية كاملة علي النقابات المهنية واتحادات الطلاب في الجامعات ومجالس الآباء في المدارس..
وفشلت اجهزة الدولة امام هذا الطوفان خاصة ان الحكومات المتعاقبة كان يهمها تجارة الأراضي والعقارات ومضاربات البورصة وجمع الأموال.. إلا أن الإخوان كانوا من الذكاء بحيث حققوا الهدفين معا جمعوا الأموال وحشدوا الأصوات.. ولا احد يعرف الوسائل المشروعة وغير المشروعة التي لجأ اليها الإخوان لفرض سيطرتهم علي النقابات المهنية والغريب انهم سيطروا علي النقابات العملية ومنها نقابات الأطباء والمهندسين والعلميين والزراعيين والمعلمين والمحاميين.. البعض يعتقد انهم اشتروا اصوات الأعضاء بالأموال والخدمات والبعض الآخر يري انهم زوروا الانتخابات النقابية وهناك من يؤكد ان نجاحهم في ذلك كان بسبب فشل اجهزة الدولة والتيارات السياسية الأخري.. من هنا جاءت مفاجأة نقابة الأطباء تحولا خطيرا في مسيرة النقابات المهنية لقد سيطر الإخوان المسلمون علي نقابة الأطباء ثلاثين عاما ومنذ نهاية السبعينيات تحولت دار الحكمة مقر النقابة في شارع قصر العيني الي مؤسسة اخوانية عتيقة ورغم وجود اسماء في مجلس النقابة لا تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الا انهم سيطروا دائما بالقوة العددية التي اعطتهم دائما القدرة علي الحسم في كل المواقف.. ومن خلال مجالس النقابات سيطر الإخوان المسلمون علي اعضاء هذه النقابات سيطرة كاملة في الأنشطة والدعوة والانتشار وتوزيع الخدمات.. وانتقلت هذه الحشود الي اتحادات الطلاب في الجامعات بل والمدارس في مجالس الآباء.. إن خروج الإخوان المسلمين من نقابة الأطباء سوف يفتح الأبواب لعودة النقابات الأخري لتكون نقابات مصرية وطنية ترعي كل الأعضاء المنتسبين اليها وتقدم خدماتها للجميع دون إقصاء او تمييز.. ان ما يحدث في الجامعات الآن من الفوضي والإضرابات يرجع الي اختراق الإخوان للتجمعات الطلابية وسوف يحتاج خلع الإخوان من هذه المواقع جهودا كبيرة حتي تعود النقابات المهنية الي مسارها الصحيح في خدمة العاملين من ابنائها وعودة نقابة الأطباء اول الطريق.
نقلاً عن "الأهرام"