فاروق جويدة
بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها جامعة الأزهر خاصة الصورة القبيحة للطالبات أصبح من الضروري أن تفكر وزارة الداخلية في إنشاء جهاز للشرطة النسائية.
إنني أعلم أن هناك أعدادا كبيرة من العاملات في جهاز الشرطة برتب مختلفة في بعض المناطق مثل مصلحة السجون والجوازات والسياحة ولكن المطلوب الآن فرق نسائية كاملة لمواجهة عنف الطالبات كما حدث في جامعة الأزهر.. إن وزارة الداخلية تستطيع حاليا الاستعانة بالشرطة النسائية في مصلحة السجون خاصة أن الطالبات تجاوزن كل الحدود في الاعتداء علي الأساتذة ومطاردة رؤساء الجامعات واقتحام المكاتب وهذه السلوكيات الشاذة لا تدخل في نطاق الحريات او التظاهر السلمي.. إن دخول الشرطة النسائية هذه التجمعات يعطيها حرية أكبر في التعامل مع عنف الطالبات خاصة أن اتهامات التحرش والاعتداء تطارد رجال الشرطة إذا اقتربوا من الطالبات في محاولة لفض المظاهرات ووقف أعمال العنف إلا أن الشرطة النسائية تستطيع أن توقف هذه الأعمال بصورة أفضل..
إن طالبات الأزهر الآن يخفين وجوههن بالأقنعة ويحملن العصي والأبواق وهذه أشياء تتعارض مع التظاهر السلمي كما أن عمليات الاعتداء علي الأساتذة كانت واضحة تماما علي شاشات التلفزيون.. لابد أن نعترف أننا أمام ظواهر عدوانية جديدة علي طالبات الأزهر خاصة حالة العنف والعدوانية الشديدة في السلوك وبجانب إنشاء جهاز للشرطة النسائية يجب دراسة هذا التحول الخطير في شخصية الطالبة الجامعية التي تدرس القرآن والسنة والأحاديث النبوية وتتحدث عن أخلاقيات الإسلام والشريعة كيف تحولت هذه الطالبة إلي أداة عنف وتدمير واعتداء علي الآخرين كيف تضرب أستاذتها وهي تقول الله أكبر وكيف تهدم بيت رئيس الجامعة وهي تقول باسم الله.. أن هذا الخلل في المفاهيم والتفكير والسلوك يحتاج إلي دراسات نفسية عن المفاهيم التي غرستها جماعة الأخوان المسلمون في عقول الطالبات وكيف وصل الأمر إلي هذه العدوانية.. ما يحدث من طالبات الأزهر ليس نشاطا سياسيا مشروعا وليس عملا مقبولا وقبل هذا فإن هذه الروح العدوانية في هذه المؤسسة العريقة يمثل تحولا خطيرا يحتاج إلي مواجهة سريعة حتي لا يفلت الزمام..
نقلاً عن "الأهرام"