فاروق جويدة
بعد خسارة الوصول إلي مونديال البرازيل في2014 كانت آخر تصريحات المسئولين في اتحاد الكرة المصري أننا نستعد لمونديال2018 في روسيا وعلي الشعب المصري أن يحلم مرة أخري مع فريق جديد ومدرب جديد وميزانية جديدة.
ما أسهل أن تتلاشي أحلام المصريين علي يد مسئولين لا يقدرون المسئولية ولا يعلمون شيئا عن أحلام شعوبهم.. أنا لا أفهم كثيرا في دنيا الكرة ولكنني أدعي أنني أفهم في صناعة الأحلام.. ولا توجد قوة عظيمة في الأرض لم تكن يوما حلما عظيما.. وأسوأ الحكام حاكم لا يحلم.. وأسوأ الكتاب كاتب أغرقه الواقع حتي اختفي بين أطلاله وأسوأ الليالي يوم بلا حلم وأكثر الأوطان ضياعا أمة بلا أحلام.. والآن وبعد أن سقط حلم مونديال البرازيل في العام القادم بدأ المسئولون عن الرياضة يبيعون لنا حلما آخر هو مونديال روسيا وأخشي أن ينتهي بنا الحال إلي مونديال قطر أو ما سيجيء بعده.. كانت نهاية الحلم المصري في مونديال العام المقبل علي يد فريق غانا بهزيمة ساحقة ماحقه علي حد قول الراحل محمد لطيف آخر من أمتعنا بالتعليق الرياضي.. والغريب أن بعضنا ربط بين هزيمة فريقنا القومي وخروجه من المونديال وخروج الاخوان المسلمين من السلطة واعتبر ذلك عقابا إلهيا..أن البعض قال أن هزيمة النادي الأهلي الأخيرة كانت عقابا سماويا ونسي هؤلاء أن يقيموا حفلات زار للفرق المصرية في غانا أو المغرب حتي لا يحل عليها غضب السماء.. في سنوات مضت كان البعض يعتقد أن السحر الافريقي الأسود من أسباب هزيمة الفرق المصرية وفي ظل هذا السحر فازت مصر ببطولة إفريقيا خمس مرات.. إن ما يحدث في كرة القدم هو كل ما نراه في حياتنا وهو تأجيل الأحلام وخداع الناس بأحلام جديدة كاذبه.. إن تأجيل الأحلام بضاعة مصرية رائجة ابتداء بالملايين الذين يعانون الأمية وانتهاء بملايين الجنيهات التي ينفقها هذا الشعب علي مسلسل الأحلام الكاذبة في كرة القدم وما بين الكذب والتأجيل تمضي حياة المصريين..
نقلاً عن "الأهرام"