فاروق جويدة
مواكب الإرهاب الدامية تجتاح العالم العربي خاصة دول الربيع الذي لم يكتمل وتحول إلي صقيع قاتل..
الانفجارات التي انطلقت في أكثر من مكان تقودها فصائل إرهابية لا أحد يعلم كيف نشأت وتسللت إلي اكثر من مكان.. الانفجارات التي شهدتها مصر تعيد إلي الأذهان ما كان يحدث في التسعينيات.. انفجارات في مبني المخابرات والأمن المركزي في الإسماعيلية ومحاولة اغتيال محمد إبراهيم وزير الداخلية وما حدث في كرداسة ومدينة نصر ثم أخيرا تفجير مبني مديرية الأمن في المنصورة وسقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين من رجال الشرطة.. كل هذا يؤكد أن الإرهاب ليس له وطن وأن أكثر من عاصمة عربية تشهد الآن أعمال عنف رهيبة.. كانت الحكومات العربية قد تصورت أن الإرهاب انتهي في الوقت الذي سعت فيه دول الغرب إلي جمع الإرهابيين في مكان واحد كما حدث في سيناء حيث تجمعت حشود الإرهابيين وهو نفس ما حدث في الصومال واليمن وليبيا وسوريا وتونس.. خرج الإرهاب العربي وانطلق في مواجهة مع الشعوب وهو يرفع راية الإسلام.. إن أكثر شعوب العالم أمنا واستقرارا هي إسرائيل الآن بعد أن انشغلت الدول العربية المحيطة بها بأزماتها الداخلية خاصة مشكلة الأمن وقد سقطت معظم الجيوش العربية في مستنقعات الدم وأصبحت تواجه العدو الداخلي وهو أخطر بكثير من كل عدوان خارجي قادم..
لم يبق غير الجيش المصري وهو يواجه الآن معركة شرسة وضارية في سيناء ضد الإرهاب.. سقط الجيش العراقي أمام الغزو الامريكي وسقط الجيش السوري في مستنقع الحرب الأهلية وسقط الجيش الليبي أمام الصراعات القبلية.. ولم تستقر الأحوال بعد في السودان وتجري معارك طاحنة في دولة الجنوب.. لقد خرج الإرهاب من الدول العربية ممثلا في القاعدة وعشرات الفصائل التي تحارب بعضها بعضا تحت راية الإسلام والآن تدمر هذه الفصائل شعوبها وتحرق أوطانها.. ما يحدث في سيناء وما حدث في الإسماعيلية والمنصورة ومدينة نصر يؤكد أن جسور الإرهاب مفتوحة مع بعضها وأن الخطر يهدد الجميع.
نقلاً عن "الأهرام"