توقيت القاهرة المحلي 08:52:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس أولا‏..‏ أم البرلمان ؟

  مصر اليوم -

الرئيس أولا‏‏ أم البرلمان

فاروق جويدة

يظل منصب الرئيس أحد ثوابت وخصوصية الدولة المصرية عبر التاريخ‏..‏ وفي ظل مركزية الدولة منذ آلاف السنين علي ضفاف النهر الخالد كان لرئيس مصر سمات خاصة سواء كان فرعونا أو خليفة أو حاكما أو ملكا‏..‏ أسماء كثيرة حملها رأس السلطة في الدولة المصرية حتي إنه في أحيان كثيرة تحول إلي ما يشبه الاله في الدولة الفرعونية القديمة.. وأهم ما كان يحمله حاكم مصر من الصفات أنه صاحب القرار الأول وربما الأوحد وهو صاحب العطايا وموزع الأرزاق وهو يملك كل شيء في ربوع المحروسة الأرض والزرع والبشر.. كان هذا حال رئيس مصر أو صاحب السلطة العليا فيها.. واختلفت درجات الحكام في الأدوار والإنجازات وربما الانكسارات وتفاوتت سنوات الحكم وظروفه هناك من حكم عشرات السنين, وهناك من لم يحكم غير ليلة واحدة وأمام النفوذ والسلطان وصلت مكانة الحاكم إلي أخطر درجات الاستبداد وأصبح سيفا مسلطا علي رقاب شعبه.. وفي الأيام الأخيرة دار جدل كبير بين القوي السياسية ومؤسسة الرئاسة حول سؤال تفرضه الظروف وهو هل نبدأ بالانتخابات البرلمانية أم الرئاسية, وأيهما أهم في هذه المرحلة رئيس يحكم أم برلمان يصدر القوانين والتشريعات وقياسا علي الواقع المصري أيهما أهم من حيث الدور والمسئولية الرئيس أم البرلمان.. ما زال الجدل دائرا حول القضية ومازال الرئيس عدلي منصور يعقد الاجتماعات واللقاءات مع فئات كثيرة شملت النخبة المصرية من أهل السياسية والفكر والعمال والفلاحين والمهنيين والشباب والمرأة والشيوخ.. إن الجميع ألقي الكرة عند باب المستشار عدلي منصور بصفته حكما محايدا ورمزا من رموز العدالة في مصر قبل أن يكون رئيسا لها.. بداية وبلا لف أو دوران أقول إنني أؤيد وبشدة وإصرار أن تجري الانتخابات الرئاسية أولا وان يتم ذلك بعد أسابيع قليلة من إعلان نتيجة الاستفتاء علي الدستور وعندي من الأسباب الكثير أقول منها.. < إنه لا مجال للمقارنة بين سخونة وضبابية الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة نحن أمام صدام مباشر بين قوي كثيرة في الانتخابات البرلمانية.. وفي ظل الانقسامات الدامية التي يشهدها الشارع المصري الآن سوف تعيش مصر أسوأ حالات الصراع للاختيار بين المرشحين للبرلمان.. نحن أمام كتل سياسية ليبرالية.. وأخري دينية وقوي في السجون تريد أن تنتقم, وقوي أخري عانت وتريد أن تثبت ذاتها ونحن أمام مجتمع أنقسم حتي وصل إلي الأسرة المصرية ومعني أن نبدأ بالانتخابات البرلمانية أن هذه القوي جميعها سوف تدخل في معارك دامية قد لا يحتملها الشارع المصري بظروفه الحالية وهو ينتظر ساعة من الاستقرار والأمن.. وهنا يكون البديل الأفضل أن تجري الانتخابات الرئاسية أولا لاختيار رئيس للدولة.. إن معركة الرئاسة ستكون الأهدأ والأقل خطورة وسوف تستغرق يوما واحدا إلا إذا كانت هناك إعادة والفرق كبير جدا بين الإعادة في الرئاسة بين مرشحين أو أكثر وبين مئات المناطق وآلاف المرشحين في عشرات ومئات اللجان في الانتخابات البرلمانية.. هنا من حيث المناخ والظروف فإن اختيار الرئيس أولا هو الأضمن والأفضل.. < نحن في حاجة إلي رئيس أكثر من حاجتنا إلي البرلمان في الظروف الحالية لأن رأس الدولة في المجتمع المصري شئنا أم أبينا هو الأهم, لقد عاشت مصر فترات طويلة بلا برلمان ولكنها كانت دائما تحرص علي رأس الدولة لأن في وجوده ضمانات أكثر نحن في حاجة إلي رئيس أولا وهناك مؤسسات تحميه ممثلة في الجيش والشرطة والقضاء والحكومة والإعلام ودوائر أخري تحمل سلطة القرار أن في ذلك ضمانات مؤكده لتسيير الأعمال في الدولة حيث لن يتوقف شيء.. ستكون معه حكومة مسئولةوقضاء حاسم وجيش قادر وشرطة مسئولة وإعلام يساند.. كل هذه المؤسسات والأجهزة يمكن أن تعمل مع رئيس الدولة ولكن البرلمان لا يستطيع أن يكون بديلا للرئيس, ومن صلاحياته إدارة هذه المؤسسات لأنها جميعا علي قدم المساواة وقد تتصارع فيما بينها في ظل غياب رأس الدولة أي الرئيس المسئول. < إن وجود الرئيس سوف يضع ضمانات لاستكمال خارطة الطريق بصورة أفضل بما في ذلك الإشراف علي الانتخابات البرلمانية.. إن أخطر ما في هذه الانتخابات هو مناخ الانقسام التقليدي ممثلا في الصراعات التقليدية بين القبائل والعائلات في مناطق كثيرة من ريف مصر في الدلتا والصعيد.. وإذا أضفنا لذلك ما شهدته مصر من انقسامات في السنوات الاخيرة فسوف تتضح لنا الصورة بكل شواهدها.. نحن أمام صراعات محتملة بين فلول الإخوان المسلمين وفلول الحزب الوطني.. ولن يكون غريبا أن نري صور الماضي قبل الثورة في هذه المواجهة سوف تكون هناك تصفية حسابات بين رموز نظامين ورئيسين وجبهتين بينهما تاريخ طويل من الصراع.. علي جانب آخر فإن القوي الليبرالية ستواجه اختبارا صعبا في تأكيد وجودها بعد معارك كثيرة خسرتها في الأعوام الماضية.. ويضاف لذلك انقسامات جديدة بين التيارات الدينية التي وصلت الخلافات بينها إلي درجة القطيعة كما حدث بين الإخوان والسلفيين ومع تواجد مؤكد لأقباط مصر في الشارع في هذه الانتخابات لنا أن نتصور سخونة المعركة وتوابعها الكثيرة.. هذه هي صورة المعارك الحاسمة في الانتخابات البرلمانية فهل يمكن ان يحدث ذلك كله والدولة تعاني فراغا رئاسيا.. إن وجود رئيس منتخب أمام هذه القوي سوف يحسم أشياء كثيرة وسوف يحقق قدرا من الاستقرار في ظل حماية الجيش والشرطة وجموع المصريين الباحثين عن الأمان.. < مع إعلان نتيجة الاستفتاء علي الدستور وانتخابات الرئيس سوف يلي ذلك مباشرة تشكيل الحكومة ومن حيث الاختصاصات فقد حدد الدستور شكل العلاقة بين مؤسسات الدولة وأهمها ثلاثية الرئيس والبرلمان والحكومة.. إن وجود الرئيس والحكومة لن يقلل من أهمية البرلمان أو مسئولياته ولكن البرلمان وحده لن يعوض الحكومة ولن يغني عن منصب الرئيس في حين أن وجود الرئيس مع الحكومة في ظل الدستور يمكن أن يعطي فرصة أكبر لانتخابات برلمانية مستقرة ومواجهة حاسمة مع قوي الإرهاب والفوضي وفي ظل المؤسسة العسكرية والشرطة والقضاء يمكن أن تستعيد مصر الدولة الكثير من عافيتها مع وجود رئيس منتخب.. أمام العالم الخارجي فإن احتفال المصريين برئيس جديد منتخب سيكون أكثر تأثيرا من انتخاب البرلمان وفي النهاية يبقي منصب الرئاسة رمزا واضحا وصريحا بخلاف البرلمان حيث تتعدد الاتجاهات والتيارات والقوي السياسية.. إن انتخاب الرئيس سوف يعيد جسورا كثيرة مع العالم الخارجي خاصة تلك القوي التي شككت في التجربة المصرية.. < لا توجد ضرورة للبدء بالانتخابات البرلمانية حتي تأخذ القوي السياسية في الشارع المصري فرصتها لتدبير أحوالها مع الناخبين وهذه الفرصة ستكون متاحة أمام الجميع وفي ظل شيء من الاستقرار والأمن يمكن أن تجري الانتخابات البرلمانية بصورة أفضل.. إن غياب الأمن يهدد كل صور الانتخابات في حياة المصريين سواء كانت برلمانية أو رئاسية ولكن الصراعات في انتخابات البرلمان ستكون هي الأعنف والأخطر وربما حملت المزيد من الفوضي ولكن وجود رئيس منتخب يمكن أن يقلل من هذه الفوضي في انتخابات البرلمان بحيث تسير بطريقة أكثر استقرارا خاصة إذا تجاوزنا محنة الإرهاب واستطعنا تطهير سيناء وحسم الجيش المواجهة هناك.. سوف يقول البعض إن انتخابات الرئيس قبل البرلمان سوف تواجه أزمات كثيرة من أهمها هذا السؤال كيف سيؤدي الرئيس اليمين الدستورية وأمام من؟.. وما هو مصير القوانين والتشريعات التي يصدرها في ظل غياب البرلمان.. وماذا عن تشكيل الحكومة وأين دور البرلمان في اختيار رئيس الحكومة وماذا عن مستقبل تجربتنا مع حكومة الأغلبية.. ليس هناك ما يمنع من أن يؤدي الرئيس اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا وقد ينضم لها المجلس الأعلي للقضاء بحيث يتم أداء اليمين مرة أخري مع أول جلسة يعقدها البرلمان بعد انتخابه.. أما القوانين والتشريعات فليس هناك ما يمنع إصدارها في حالة الضرورة القصوي في صورة قرارات رئاسية لها صفة القانون إذا تطلب الأمر ذلك.. يبقي بعد ذلك تشكيل الحكومة في ظل غياب البرلمان خاصة أنها الحكومة التي ستشرف علي الانتخابات البرلمانية ويجب أن يلتزم أداؤها بالحياد والشفافية وهذه كلها أمور يجب أن تناقش بكل جوانبها القانونية والدستورية بين الرئيس المنتخب وباقي مؤسسات الدولة.. إن الواضح أمامنا الآن ان الشارع المصري يميل كثيرا في اتجاه انتخابات رئيس الدولة أولا وهذا القرار في يد الرئيس عدلي منصور خاصة أن الجميع يبحث عن الاستقرار في الفترة المقبلة ويتصور أن إجراء الانتخابات الرئاسية سيكون خطوة أولي نحو هذا الهدف.. الدولة المصرية في حاجة لأن تستعيد عافيتها وهي تخوض أكثر من معركة ضد الإرهاب والفوضي والأعباء الاقتصادية وانفلات المجتمع بكل طوائفه واتجاهاته وقبل هذا كله مأساة الانقسام التي أصبحت تهدد ثوابت هذا المجتمع.. هذه الدولة في حاجة إلي رئيس أولا.. وبعد ذلك نستكمل الحوار.. .. ويبقي الشعر ألم.. ألم ماذا جنيت من الألم ؟ وجه كسير.. وابتسامات.. كضوء الصبح بعثرها السأم.. حلم حزين بين أطلال النـهاية.. في ذبول.. يبتسم عمر علي الطـرقات كالطفـل اللـقيط.. يسائل الأيام عن أب.. وأم نهر جريح تنزف الشطآن في أعماقه حتـي سواقيه الحزينة.. مات في فمها النغم ندم.. ندم ماذا جنيت من الندم؟ سيف تحنط فوق صدر النيل.. يحكي قصة الزمن الأشم سجنـوه فانتحرت أغانيه الجميلة وانزوت أحلامه السـكري وصارت كالعدم شطآنـه الخضراء تأكلـها الأفاعي ماؤه الفضي تسكنه الرمم في كل شبر.. من ربوع النـهر أفاق يبيع الناس جهرا.. والذمم من جاء بالوجه الملطـخ بالخطايا كي يؤم النـاس في قلب الحرم من جاء بالقلم الأجـير لكي يبيع لنا المواعظ والحكم لن يستوي سيف يسبح للضلال.. وسيف عدل.. قد حكم عدم.. عدم ماذا جنيت من العدم؟ يبكي أبو الهول المحطم في ذهول.. تعلن الأحجار عصيان الهرم هل بعد هذا العمر.. يسقط تاجه المرصود من نـور ودم ؟ ما بين أنصاف الرجال.. وباعة الأوهام.. والغلـمان تنتحر الشـعوب.. وينـزوي فجر الأمم مازلت أمضي في الطـريق.. وأسأل الزمن الجبان بأن يثور.. ويقتحم فيطل من بين الخرائب.. ألف دجال.. وألف مقامر.. والكل من جسم الغنيمة يقتسم من علـم الوطن الجميل بأن يبيع الابن في سوق النـخاسة والعدم ؟ يا أيها الوطن الذي أسكنته عيني وأسكنني سراديب النـدم قم من ترابك أطلق الأحجار في وجه السكاري.. والمواخير الكئيبة.. لا تدع في أي ركن من روابيها صنم كل الذي أبقت لنا الأيـام في الوادي الجميل دموع حزن.. أو ألم من يا تري فينا ظـلم من يا تري فينا ظـلم فإلي متي.. سيظل يحملنا زمان القهر من هم.. لهم وإلي متي.. سيظل أقزام الزمان الوغد في أعلي القمم ؟ وإلي متي سنظل نجري في القطيع.. وخلفنا.. ذئب الغنم؟ 'قصيدة وخلفنا ذئب الغنم سنة1993' نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس أولا‏‏ أم البرلمان الرئيس أولا‏‏ أم البرلمان



GMT 08:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 08:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

GMT 08:48 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 08:47 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شرعنة استخدام السلاح النووى

GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon