فاروق جويدة
أمام المصريين الآن معركة فكرية ثقافية ضد كل صور التطرف الفكري والسلوكي التي اجتاحت عقول شبابنا.
وإذا كان مجلس الوزراء قد حسم قضية الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية في شقها الأمني فنحن أمام مواجهة أخري لإنقاذ العقل المصري من الإرهاب الفكري..
سوف تتخذ المؤسسات الأمنية والقضائية الإجراءات اللازمة لتطبيق قرار مجلس الوزراء ولكن هناك مؤسسات أخري تقع عليها مسئوليات كبيرة لتطهير عقول شبابنا من أمراض التطرف في الفكر والسلوك.. أن القضية لم تعد فقط أفكارا مريضة ولكنها تحولت إلي سلوكيات مريضة.. إن تكسير وتدمير الجامعات المصرية واقتحام مبانيها فكر مريض وسلوك إرهابي وحين يجتمع التطرف والإرهاب فنحن أمام ظواهر اجتماعية خطيرة.. أن واجب مؤسسات الدولة الآن أن تواجه الأمراض الفكرية.. أن مسئولية الجامعة بكل مؤسساتها وأساتذتها ينبغي ان تذهب إلي شبابها وتكشف لهم جوانب القصور والخلل.. وعلي الأسرة المصرية أن تعيد جسورها مع الأبناء ولا تتركهم لدعوات فجه أو سلوكيات مريضة.. وعلي الازهر الشريف أن يعيد التواصل مع أبنائه الذين خرجوا وطردوا الأساتذة واحرقوا المدرجات وعلي وزارة الأوقاف أن تكشف بذور التطرف التي تسربت إلي الخطب والمنابر.. وقبل هذا كله علي الإعلام ان يعطي شيئـا من الاهتمام بثقافة هذا الشعب وعقله أمام التفاهات والخزعبلات وتفسير الأحلام ودعوات التطرف.. أن العقل المصري في محنه وليست القضية فقط قضية أمن سلوكي ولكنها قضية الأمن الفكري والثقافي لقد تركنا عقول أبنائنا سنوات طويلة ما بين الفقر والجهل وهذه الثنائية التي سادت المناخ العام ما بين العهد البائد وعهد الإخوان وصلت بالشباب المصري إلي هذه الحالة.. كان التطرف الفكري نتاجا طبيعيا للفقر في عهد الوطني وكان الجهل نتاجا طبيعيا لأيام المحظورة وعلينا الآن أن نتصدي لأمراض الجسد وسببها الفقر وأمراض العقل والجهل مسئول عنها يجب أن تتطهر عقول شبابنا من كل الأمراض التي اصابته في عهدين كئيبين حتي نفتح صفحة جديدة مع مستقبل جديد للعقل المصري يقوم علي التفتح والتسامح وروح البناء..
نقلاً عن "الأهرام"