فاروق جويدة
وانت تستقبل عاما جديدا لا تفكر كثيرا في جراح الأمس حاول ان تفتح صفحة جديدة مع نفسك ومع الآخرين وتذكر الأشياء الجميلة التي عشتها رغم قسوة الظروف إذا كانت هناك اياد حاولت ان توقف مسيرتك فهناك من وقف معك.
وإذا كان هناك من خدعك فهناك من احبك وإذا كان الغباء جعل الآخرين يتآمرون عليك فهناك من قدرك.. افتح عيونك لصباح جديد فهناك وطن كبير ينتظر اخلاصك وتفانيك في حبه وهناك شعب وثق فيك ولا بد ان تكون اهلا للثقة..هناك وجوه كثيرة عاشت بنبض قلوبها معك وشاركتك الأحزان قبل الأفراح ولها حق عليك ودين لا بد ان تسدده بالمزيد من العطاء..ان الناس لا ينتظرون منك شيئا غير ان تكون صادقا معهم وانت لا تقبل ان تكون غير ذلك لأنك لم تحترف الكذب ولم تعرف التضليل..هناك من ألقي عليك الحجارة وانت تسير آمنا في بلاد الله وقد ارتدت الحجارة اليه فلا تنتقم لأن الإنتقام طريق الضعفاء والتسامح يؤنس النفوس ويشعر القلوب بالأمن والسكينة.. انظر الي النهر حولك سوف تجد شوائب كثيرة ولكن النهر لم يتوقف عن العطاء.. وفي البشر شوائب تعفنت ولكن هناك ايضا مياها نظيفة وقلوبا صافية انظر لمن اساءوا اليك بلا سبب اين هم الأن واين انت..ان الصدق هو طريق النجاة حتي ولو طالت المسيرة والترفع عن الصغائر شيمة الكبار وانت لا تقبل لنفسك ان تكون صغيرا..والكبير كبير بالترفع والصغير لا يعرف شيئا غير الصغائر..مع عام جديد حاول ان تغلق دفاتر الأمس فهو ماض لن يعود وحاول ان تتعلم من دروسه اجمل الأشياء لأن للقبح ناسه وايضا للجمال عشاقه وانت لا ترضي لنفسك إلا ان تكون دائما جميلا.. وانت تودع العام وتستقبل عاما جديدا حاول ان تتذكر من احبوك واخلصوا لك وساندوك في رحلة الصعود ولا تهتم بهؤلاء الذين حاولوا تشويه ما بنيت وتحطيم ما شيدت..حين يقف الإنسان علي قمة الجبل لا يري غير الأشجار الكبيرة والسماء تعانق اغصانها ولا احد يهتم بالحشائش.. كل سنة وانت طيب
نقلاً عن "الأهرام"