فاروق جويدة
تعثرت المفاوضات مرة اخري حول سد النهضة بين مصر والسودان واثيوبيا.. اصبح من الواضح الآن ان اثيوبيا
لا تريد التفاوض ولا تسعي اليه وانها تمضي في إنشاء السد دون مراعاة لأي مصالح مشتركة..ان اثيوبيا تتصرف الأن كأنها المالك الوحيد لنهر النيل..آخر تصريحات وزير الري د. محمد عبد المطلب ان المفاوضات لم تصل الي شئ وطالب الرئيس عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي بتصعيد الموقف دوليا مع اثيوبيا التي رفضت جميع المقترحات المصرية لمواجهة الأزمة.
ان اثيوبيا توشك ان تنهي30% من منشآت السد وقد رفضت تماما اشتراك خبراء عالميين لدراسة السد من الناحية الفنية ورفضت تقديم اي معلومات فنية عن السد طلبها الخبراء المصريون وهي فيما يبدو تمضي في طريق مسدود.. إن المشهد يؤكد ان مصر لابد ان تسلك طرقا اخري مادامت المفاوضات المباشرة غير مجدية..علي مصر اولا تصعيد الموقف دوليا بحيث تشارك اطراف دولية في الضغط علي اثيوبيا ومنها اللجوء الي الأمم المتحدة لبحث القضية علي الأقل علي المستوي الفني في المرحلة الأولي.. لابد من تشكيل فريق من الخبراء العالميين لدراسة السد وتحديد مخاطره وآثاره علي مصر والسودان هناك ايضا جامعة الدول العربية وفي اثيوبيا رءوس اموال من دول الخليج يمكن ان يكون لها دورها في هذه الأزمة..إن الصين ايضا تشارك باستثمارات كبيرة في اثيوبيا والمطلوب الآن ضغط دولي من كل الجبهات مادامت اثيوبيا تصر علي مواقفها.. لقد انتهزت اثيوبيا ظروف مصر الداخلية وحالة الفوضي التي تعيشها منذ ثورة يناير وتجاهلت تماما اتفاقيات دولية ملزمة وهي تدرك المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها الشعب المصري امام نقص المياه.. ولا أعتقد ان المصريين سوف ينتظرون حتي يموتون عطشا في الشوارع امام غطرسة اثيوبيا وتجاهلها لحقوق الآخرين.. يجب ان يدرك اصحاب القرار في اثيوبيا ان فشل المفاوضات والإصرار علي بناء السد بمواصفات تضر بمصالح مصر وحياة شعبها كلها مؤشرات تدفع نحو ردود افعال اخري لا ينبغي الحديث عنها الآن وإن كانت واردة!!
نقلاً عن "الأهرام"