فاروق جويدة
يواجه المصريون اليوم امتحانا صعبا وقاسيا مع حاضرهم ومستقبلهم تكفي السنوات العجاف التي مضت ما بين الفوضي والإرهاب.. تكفي آلاف المظاهرات والمسيرات والإعتداء الصارخ علي امن واستقرار هذا الوطن.
نحن امام فرصة تاريخية اليوم ان تقدم للعالم ولأنفسنا دستورا جديدا يضع ثوابت لحياة ديمقراطية حقيقية بعيدا عن الإقصاء والعدوان علي حريات الآخرين.. ان الملايين التي خرجت في30 يونية واسقطت نظاما مستبدا يجب ان تخرج اليوم لتثبت للعالم ان الشعب المصري يخوض معركة حقيقية من اجل الحرية ومواجهة الإرهاب.. ان التحدي الحقيقي الذي نواجهه اليوم ان يخرج المصريون بالملايين من اجل دستور يؤكد الحريات وحقوق الإنسان والحياة الكريمة لكل مواطن وكل الأحلام التي عشناها مع ثورة يناير وثورة يونية ان المصريين يواجهون اليوم معارك دامية ضد الإرهاب والفوضي والظروف الإقتصادية الصعبة وتوقف مصادر الإنتاج والدخل وهذا الدستور هو اول الطريق لمسيرتنا نحو مستقبل آمن..ان مصر تعاني من ازمات كثيرة والفوضي لن تصنع استقرارا والعنف لا يمكن ان يكون طريقا للبناء ويجب ان نتصدي لذلك كله والدستور هو اول خطوة نحو الاستقرار.. نحن امام فرصة تاريخية لأن تتوحد كلمتنا بعد حالة الانقسام التي فرقت ابناء الشعب الواحد وتركت خصومات وجراحا بين ابناء الأسرة الواحدة ان هذا الدستور يمكن ان يجمعنا علي كلمة سواء لنتجاوز محنة وطن يعاني ظروفا قاسية
ان الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي يواجهها المواطن المصري قد تجاوزت كل الحدود ولا امل في حياة كريمة إلا بدستور يضمن حقوق الناس ويحمي مصالحهم.. انا علي يقين ان الملايين سوف يخرجون اليوم الي لجان الاستفتاء وليس فقط من اجل دستور يليق بنا ولكن من اجل حياة كريمة ووطن آمن عشنا نحلم به ونسعي اليه
انا علي يقين ان الحشود التي ستخرج اليوم الي لجان الاستفتاء هي الشهادة الحقيقية للعالم ان ما حدث في مصر يوم30 يونية كان إرادة شعبية خلصت المصريين من حكم مستبد من اجل بناء مجتمع حر وقادر علي ان يصنع مستقبلا يليق بهذا الوطن.
نقلاً عن "الأهرام"