فاروق جويدة
رحل نيلسون مانديلا تودعه دعوات الملايين في كل بقاع الأرض, ورحل شارون وخلفه لعنات الملايين,
الذين شاهدوا مذابحه وضحاياه..في وداع مهيب انهي مانديلا رحلته في الحياة وهي تفخر به وذهب شارون وكل من في الأرض ساخط عليه..طافت هذه الصورة في خيالي وأنا أقرأ خبر رحيل طاغية إسرائيل بعد8 سنوات قضاها ميتا حيا تحت الأجهزة الطبية.. لقد لقي شارون شيئا من عقاب السماء وهو علي قيد الحياة حين اصيب بسكتة دماغية فقد فيها الوعي ولم يفقد الحياة حتي ان تكلفة علاجه بلغت اربعة ملايين دولار وهي اعلي مبلغ دفعه مريض في العالم..كان تاريخ شارون سجلا من الدماء وعلي امتداد حياته فمنذ كان صبيا في الهجانة الإسرائيلية مارس كل انواع القتل ضد الشعب الفلسطيني بل ضد كل الشعوب العربية فقد شارك في حرب67 وكان سببا في ثغرة حرب اكتوبر وقتل الالاف في صبرا وشاتيلا..وهو قاتل عرفات والشيخ احمد ياسين وله قصص كثيرة مع الأسري المصريين والفلسطينيين..وفي تاريخه الأسود اقتحام المسجد الأقصي وخروج الإنتفاضة الأولي التي دوخت إسرائيل كان تاريخ شارون مجازر إنسانية استخدم فيها كل اساليب القتل والدمار والإرهاب وإذا حاولنا وضع قائمة للإرهاب والقتل في تاريخ البشرية فسوف يتصدرها اسم شارون كانت نهايته صفحة من صفحات حياته فقد عاش8 سنوات تحت الأجهزة الطبية بعد ان دخل في غيبوبة كاملة طوال هذه السنوات وفشلت كل محاولات علاجه والغريب انه بقي يتنفس بالأجهزة الصناعية وفشل الأطباء من كل بلاد الدنيا في إخراجه من غيبوبته وكأن السماء ارادت ان تنتقم منه حيا وميتا..
كتبت رسالتين شعرا الي شارون كانت الأولي مع اقتحام الأقصي والإنتفاضة الأولي والثانية في استشهاد محمد الدرة ويومها وصلت إلي رسالة تهديد بالقتل من إسرائيل ارسلتها الي وزارة الداخلية وامثال شارون يذهبون الي مذابل التاريخ وسوف يأخذ مكانه بجوار هتلر وحشود النازية وسوف تطارده في قبره دماء الضحايا الأبرياء.. فرق كبير بين مانديلا الذي بكته قلوب الملايين وشارون الذي يلقي الآن جزاءه في جهنم وبئس المصير.
نقلاً عن "الأهرام"