توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيلم ساندرا

  مصر اليوم -

فيلم ساندرا

فاروق جويدة

منذ زمان بعيد لم أشاهد فيلما تسجيليا وطنيا اصدقه‏..‏ كانت الشعارات قد تداخلت في السياسة في الخطب الحنجورية التي ترتدي ثياب الوطنية الكاذبة‏..‏ وقد انعكس هذا الخلل علي الغناء والأوبريتات في المناسبات الوطنية فلم يبق منها شيء في ذاكرة المصريين.. وفاجأت المخرجة الشابة ساندرا نشأت المصريين بفيلم قصير وجميل عن استفتاء الدستور.. الحقيقة انه ابعد ما يكون عن المناسبة وافلام المناسبات ولكنه تمتع بحس وطني جارف تجاوز كل المناسبات.. صور البسطاء في الشوارع والأسواق, تجاعيد الزمن علي الملامح العربات الكارو والحناطير والتوك توك.. علامات الدهشة والتسامح والطيبة التي كنا نراها في ملامحنا قبل ان تهبط علينا حشود الانقسامات والكراهية كلمات قليلة ولكن تعبيرات الوجوه مدهشة وسرعة المشاهد والشواهد تغني عن الكلام.. في هذا الفيلم القصير اغنية وطنية جميلة كتبتها ولحنتها بإحساس صادق الفنانة ساندرا لم تستعرض نظريات الإخراج التي درستها ولم تحاول العبث بزوايا الكاميرات ولم تطلق شعارا هنا او حكمة هناك لقد هبطت الي ادق تفاصيل حياة الإنسان المصري الصادق الطيب بعيدا عن كواليس السياسة والزعامات الزائفة وحوارات التوك شو ومزايدات المزايدين. أتابع احيانا افلام هذه المخرجة الشابة واشعر بأن لديها كنوزا من الإحساس الصادق والوطنية الجميلة بعيدا عن مواكب الزيف والعبث السياسي ولهذا وصلت رسالتها دون اي جهد او تعقيدات, انها فنانة وفنانة فقط وكل رصيدها الإحساس, لأن البساطة هي اقرب الطرق الي قلوب الناس والصدق هو جواز السفر الحقيقي لكل مبدع جميل.. في دقائق قليلة وصلت ساندرا بفيلمها القصير الي ملايين الناس دون تعب او ارهاق ما اكثر الرسائل التي تعثرت امام الشعارات الكاذبة والمشاعر المغلوطة.. الفن الحقيقي ليس في حاجة الي مقدمات طويلة لأنه قادر علي الوصول الي هدفه في الوقت الذي يريد وبالسرعة التي لا يتخيلها احد معظم الأعمال الوطنية غناء وافلاما وبرامج افسدتها دائما الشعارات والصوت العالي وغياب الإحساس الصادق.. وفي فيلم ساندرا درس لكل من يريد ان يتعلم الصدق في المشاعر وكيف يكون الفن رسالة. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم ساندرا فيلم ساندرا



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon